وَفِيه جلس السُّلْطَان لعرض أجناد الْحلقَة على عَادَته. وَفِيه بلغت عدَّة من ورد من الْأَمْوَات بِالْقَاهِرَةِ إِلَى الدِّيوَان نَحْو الْخمسين أَكْثَرهم أَطْفَال وَذَلِكَ سوى المارستان وموتهم بأمراض حادة. وحبة الْمَوْت قل من يمرض مِنْهُم ثَلَاثَة أَيَّام بل كثير مِنْهُم يَمُوت سَاعَة يمرض أَو من يَوْمه. وَفِي رابعه: سَار الْأَمِير أَبُو بكر الأستادار إِلَى الْوَجْه القبلي لأخذ أَمْوَال هوارة. وَفِي ثامنه: استدعى قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الْهَرَوِيّ إِلَى قلعة الْجَبَل وَقد قدم طَائِفَة من بلد الْقُدس والخليل مَعَ الْأَمِير حسن نَائِب الْقُدسِي للشكوى عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أَخذ فِي أَيَّام نظره من مَال وقف الْخَلِيل قدرا كَبِيرا فندب السُّلْطَان للْقَضَاء بَينهم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر مفتي دَار الْعدْل وخطيب الْجَامِع الْأَزْهَر فَثَبت فِي جِهَة الْهَرَوِيّ مَال كثير بِحَضْرَة السُّلْطَان فرسم بإمضاء حكم الشَّرْع فِيهِ فَلَمَّا نزل من القلعة وحاذي الْمدرسَة الصالحية بَين القصرين أمره نقيب قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الديري بالنزول ليعتقل بهَا. فَنزل بعد تمنع وَجلسَ قَلِيلا وَركب يُرِيد منزله فَتسَارع إِلَيْهِ الرُّسُل أعوان الْقُضَاة وجذبوا بغلته ليردوه إِلَى الْمدرسَة فتصايحت الْعَامَّة وعطعطوا بِهِ وسبوه ورجموه فَعَاد عوداً قبيحاً وَقد رَحمَه من رَآهُ وَأدْخل فِي دَار وأغلق عَلَيْهِ فَلم يمض غير قَلِيل حَتَّى نزل إِلَيْهِ الطواشي مرجان الْهِنْدِيّ الخازندار وَأخرجه من معتقله وَمضى بِهِ إِلَى دَاره. وَفِيه وَاقع الْأَمِير ألطنبغا المرقبي هوارة بِنَاحِيَة بني عدي وَكَانَ قد توجه فِي طَلَبهمْ إِلَى نَاحيَة الأشمونين وَترك أثقاله بهَا وتبعهم بالعساكر جَرِيدَة حَتَّى أدركهم لَيْلًا فَكَانَت بَينهمَا معركة قتل فِيهَا جمَاعَة وانهزمت هوارة وتشتتوا. وَفِي ثَانِي عشره: جلس الْأَمِير مقبل الدوادار وَالْقَاضِي علم الدّين دَاوُد بن الكوبز نَاظر الْجَيْش بقلعة الْجَبَل لعرض بَقِيَّة أجناد الْحلقَة من غير أَن يحضر السُّلْطَان. وَفِيه رسم السُّلْطَان للشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر أَن يرسم على قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الْهَرَوِيّ ليخرج عَمَّا ثَبت عَلَيْهِ فندب لَهُ أَرْبَعَة من أعوان الْقُضَاة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute