للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه نَادِي الْمُحْتَسب فِي شوارع الْقَاهِرَة ومصر بِأَن النَّصَارَى وَالْيَهُود لَا يَمرونَ فِي الْقَاهِرَة إِلَّا مشَاة غير ركاب وَإِذا ركبُوا خَارج الْقَاهِرَة فليركبوا الْحمير عرضا وَلَا يلبسوا إِلَّا عمائم صَغِيرَة الحجم وثياباً ضيقَة الأكمام وَمن دخل مِنْهُم الْحمام فَلْيَكُن فِي عُنُقه جرس وَأَن تلبس نسَاء النَّصَارَى الأزر الزرق وَنسَاء الْيَهُود الأزر الصفر فضاقوا بذلك وَاشْتَدَّ الْأَمر عَلَيْهِم فسعوا فِي إِبْطَاله سعياً كَبِيرا فَلم ينالوا غَرضا وكبست عَلَيْهِم الحمامات وَضرب جمَاعَة مِنْهُم لمُخَالفَته فَامْتنعَ كثير مِنْهُم عَن دُخُول الْحمام وَعَن إِظْهَار النِّسَاء فِي الْأَسْوَاق. وَفِيه أحضر إِلَى السُّلْطَان مَا قدم بِهِ الْأَمِير أَبُو بكر الأستادار من أَمْوَال هوارة وَهُوَ مِائَتَا فرس وَألف جمل وسِتمِائَة رَأس جاموس وَألف وَخَمْسمِائة رَأس بقر وَخَمْسَة عشر ألف رَأس من الْغنم الضَّأْن وَذَلِكَ سوى مَا تفرق فِي الْأَيْدِي وَسوى مَا هلك واستهلك وَهُوَ كثير جدا وَقد اخْتَلَّ بِهَذِهِ النهبات إقليم مصر خللاً فَاحِشا فَإِن الصَّعِيد بِكَمَالِهِ قد أقفر من الْمَوَاشِي وَإِذا أخذت مِنْهُ رميت على أهل الْوَجْه البحري بأغلى الْأَثْمَان فتجحف بهم. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: كثر تسخير النَّاس فِي الْعَمَل بحوش الْعَرَب تَحت القلعة وتتبعهم أعوان الْوَالِي فِي الطرفات حَتَّى قل سعي النَّاس فِي الطرقات لَيْلًا. وَفِيه شرع السُّلْطَان فِي حفر صهريج بجوار خانكاه بيبرس. وَفِي ثَالِث عشره: درس الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر بالجامع المؤيدي. وَفِيه تشاجر الصاحب بدر الدّين بن نصر الله والأمير أَبُو بكر الأستادار بَين يَدي السُّلْطَان وتفاحشا فَكثر الإرجاف بهما. وَفِي نصفه: رسم أَن لَا يسخر أحد من الْعَامَّة فِي الْعَمَل بحوش الْعَرَب فاعفوا وخلص كثير من الْعِمَامَة. وَفِي تَاسِع عشره: خلع على الْوَزير والأستادار بَعْدَمَا ألتزما أَن يحملا مائَة ألف دِينَار فَلَمَّا نزلا وزعا ذَلِك على من تَحت أَيْدِيهِمَا فعمت هَذِه البلية جمَاعَة كَثِيرَة بِالْقَاهِرَةِ والأرياف. وَفِي ثَالِث عشرينه: لم يشْهد السُّلْطَان الْجُمُعَة لانتقاض ألم رجله وَلزِمَ الْفراش. وَفِي رَابِع عشرينه: وصل مُحَمَّد بن بِشَارَة شيخ بِلَاد صفد فِي الْحَدِيد وَكَانَ قد خرج عَن طَاعَة السُّلْطَان فتطلبه زَمَانا وأزعجه من بِلَاد صفد إِلَى أَن ترامي بِدِمَشْق

<<  <  ج: ص:  >  >>