الْحَبَشَة تَحت حكم الحطي متملكها وهدد بِالْقَتْلِ فَانْتدبَ لَهُ محتسب الْقَاهِرَة صدر الدّين أَحْمد بن العجمي وأسمعه الْمَكْرُوه لَهُ من أجل تهاون النَّصَارَى فِيمَا أمروا بِهِ من الْتِزَام الذلة وَالصغَار فِي ملبسهم وهيأتهم وَطَالَ الْخطاب فِي معنى ذَلِك إِلَى أَن اسْتَقر الْحَال على أَن لَا يُبَاشر أحد من النَّصَارَى فِي ديوَان السُّلْطَان وَلَا عِنْد أحد من الْأُمَرَاء وَلَا يخرج أحد مِنْهُم عَمَّا يلزموا بِهِ من الصغار ثمَّ طلب السُّلْطَان بالإكرام فَضَائِل النَّصْرَانِي كَاتب الْوَزير وَكَانَ قد سجن مُنْذُ أَيَّام فَضَربهُ بالمقارع وشهره بِالْقَاهِرَةِ عُريَانا بَين يَدي الْمُحْتَسب وَهُوَ يُنَادي عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يُبَاشر من النَّصَارَى فِي ديوَان السُّلْطَان. ثمَّ سجن بعد إشهاره فانكف النَّصَارَى عَن مُبَاشرَة الدِّيوَان ولزموا بُيُوتهم وصغروا عمائهم وضيقوا أكمامهم وألتزم الْيَهُود مثل ذَلِك وامتنعوا جَمِيعهم من ركُوب الْحمير فِي الْقَاهِرَة فَإِذا خَرجُوا من الْقَاهِرَة ركبُوا الْحمير عرضا وأنف جمَاعَة من النَّصَارَى الْكتاب أَن يَفْعَلُوا ذَلِك وبذلوا جهدهمْ فِي السَّعْي فَلَمَّا لم يجابوا إِلَى عودهم إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ تتَابع عدَّة مِنْهُم فِي إِظْهَار الْإِسْلَام وصاروا من ركُوب الْحمير إِلَى ركُوب الْخُيُول المسومة والتعاظم على أَعْيَان أهل الْإِسْلَام والانتقام مِنْهُم بإذلالهم وتعويق معاليمهم ورواتبهم حَتَّى يخضعوا لَهُم ويترددوا إِلَى دُورهمْ ويلحوا فِي السُّؤَال لَهُم وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَفِيه قدم الْخَبَر بتوجه ابْن السُّلْطَان من مَدِينَة قيسارية إِلَى جِهَة قونية فِي خَامِس عشر شهر ربيع الآخر بَعْدَمَا مهد أُمُور قيسارية ورتب أحوالها وَنقش اسْم السُّلْطَان على بَابهَا وَأَن الْأَمِير تنبك ميق نَائِب الشَّام لما وصل إِلَى العمق حضر إِلَيْهِ الْأَمِير حَمْزَة ابْن رَمَضَان بجمائعه من التركمان وَتوجه مَعَه هُوَ - وَابْن أرزر - إِلَى قريب المصيصة وَأخذ أذنة وطرسوس. وَفِي ثامنه: عملت عقيقة الْأَمِير أَحْمد ابْن السُّلْطَان وخلع على الْأُمَرَاء وأركبوا الْخُيُول بالقماش الذَّهَب على الْعَادة. وَفِيه قدم الْأَمِير ألطنبغا المرقبي حَاجِب الْحجاب والأمير أَبُو بكر الأستادار من الْوَجْه القبلي وخلع عَلَيْهِمَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute