للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَيْء مِمَّا يُنكر كالخمور وَنَحْوهَا لإعراض السُّلْطَان عَنْهَا. فَلَمَّا نزل بالخروبية أرست الحراريق بساحل مصر - كَمَا هِيَ عَادَتهَا - إِلَى أَن كَانَ يَوْم الْوَفَاء فِي سادس عشره ركب السُّلْطَان من الخروبية فِي الحراقة على النّيل إِلَى المقياس ثمَّ إِلَى الخليج حَتَّى فتح على الْعَادة. وَتوجه على فرسه فِي الموكب إِلَى القلعة فَكَانَت غيبته عَنْهَا فِي تنزهه ثَلَاثِينَ يَوْمًا. وَبلغ مِقْدَار مَا حمله الْأَمِير أَبُو بكر الأستادار إِلَى السُّلْطَان مُنْذُ بَاشر إِلَى آخر هَذَا الشَّهْر مائَة ألف دِينَار وَسِتَّة وَعشْرين ألف دِينَار كلهَا من مظالم الْعباد مَا مِنْهَا دِينَار إِلَّا وَتلف بِأَخْذِهِ عشرَة وتخرب بجبايته من أَرض مصر مَا يعجز الْقَوْم عَن عِمَارَته. وَلَو شَاءَ رَبك مَا فَعَلُوهُ. وَقدم الْخَبَر بوصول ابْن السُّلْطَان إِلَى حلب فِي ثَالِث رَجَب وَأَن الْأَمِير تنبك ميق العلائي نَائِب الشَّام وَاقع مصطفى بن مُحَمَّد بن قرمان وَإِبْرَاهِيم بن رَمَضَان على أُذُنه فانهزما مِنْهُ وَأَن يشبك الدوادار - الفار من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة - أَقَامَ بِبَغْدَاد عِنْد شاه مُحَمَّد بن قرا يُوسُف مُنْذُ قدم عَلَيْهِ ثمَّ فر مِنْهُ وَلحق بقرًا يُوسُف لما بَينه وَبَين ابْنه شاه مُحَمَّد من التنكر. وَقدم الْخَبَر من الْإسْكَنْدَريَّة بتجمع الْعَامَّة فِي سادس عشرينه وَأَنَّهُمْ أخذُوا السِّلَاح والأحجار وكسروا للفرنج ثلثمِائة بنية خمر ثمنهَا عِنْدهم أَرْبَعَة آلَاف دِينَار. ثمَّ مالوا على جَمِيع بُيُوتهم ومخازنهم فأراقوا مَا فِيهَا من الْخمر ونهبوها. وتعرضوا لنهب بيُوت القزازين وأراقوا مَا وجدوا فِيهَا من الْخمر فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَلم يعلم لهَذِهِ الْفِتْنَة سَبَب. شهر شعْبَان. أَوله الْأَرْبَعَاء. فِي ثامنه: كَانَ نوروز القبط. والنيل على ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا تنقص إصبعا فَلَمَّا فتح بَحر أبي المنجا فَقص النّيل عشر أَصَابِع. وَارْتَفَعت الأسعار فَبلغ الْقَمْح ثَلَاثمِائَة دِرْهَم الأردب وَزَاد سعر اللَّحْم وَغَيره. وَسَببه قلَّة الغلال بِالْوَجْهِ القبلي من خسة وُقُوعهَا بعد حصادها ثمَّ كَثْرَة قطاع الطَّرِيق فِي النّيل وَأَخذهم المراكب الموسقة بالغلال وَنَحْوهَا مَعَ كَثْرَة مَا حمل من الغلال إِلَى الْحجاز لشدَّة الغلاء بِهِ وشره أهل الدولة وأتباعهم فِي الْفَوَائِد واختزانهم الغلال طلبا للزِّيَادَة فِي أسعارها.

<<  <  ج: ص:  >  >>