الْأَعْنَاق تَارَة إِلَى الْحمام الَّتِي بالحكر وَتارَة حَتَّى يوضع بالحراقة ويسير فِيهَا على النّيل إِلَى رِبَاط الْآثَار النَّبَوِيَّة ثمَّ يحمل من الحراقة إِلَى الرِّبَاط وَتارَة يسير فِيهَا إِلَى الْقصر من بَحر منبابة. وَتارَة يُقيم بالحراقة وَهِي ووافى أول مسرى والنيل على عشر أَذْرع وَسِتَّة عشر إصبعاً والقمح من مِائَتَيْنِ وَخمسين درهما الأردب إِلَى دونهَا وَالشعِير بِمِائَة وَثَمَانِينَ الأردب فَمَا دونهَا. وَالشعِير والفول بِمِائَة وَسبعين وَمَا دونهَا كل أردب. وَفِي ثَانِي عشره: قدم الْخَبَر بِأَن ابْن السُّلْطَان لما تسلم نكدة استناب بهَا على باك ابْن قرمان ثمَّ توجه بالعساكر إِلَى مَدِينَة أركلي ومدينة لارندة فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى فوصل إِلَى أركلي فِي ثامن عشره ثمَّ سَار مِنْهَا إِلَى لارندة فَقَدمهَا فِي ثامن عشرينه. وَبعث الْأَمِير يشبك اليوسفي نَائِب حلب فأوقع بطَائفَة من التراكمين وَأخذ أغنامهم وجمالهم وخيولهم وموجودهم. وَعَاد فَبعث الْأَمِير ططر والأمير سودن القَاضِي نَائِب طرابلس والأمير شاهين الزردكاش نَائِب حماة والأمير مُرَاد خجا نَائِب صفد والأمير أينال الأزعري والأمير جلبان رَأس نوبَة وَجَمَاعَة من التركمان فكبسوا على مُحَمَّد بن قرمان بجبال لارندة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس جُمَادَى الْآخِرَة ففر مِنْهُم وَأخذ جَمِيع مَا فِي وطاقه من خيل وجمال وأغنام وأثقال وعادوا. فَتوجه يُرِيد حلب فِي تاسعه فَجهز السُّلْطَان إِلَيْهِ سِتَّة آلَاف دِينَار ليفرقها على الْأُمَرَاء وَيُقِيم بحلب لعمارة سورها. وَفِي رَابِع عشره: تحول السُّلْطَان من بَيت ابْن الْبَارِزِيّ إِلَى بَيت نور الدّين الخروبي التَّاجِر بساحل الجيزة تجاه المقياس. وَكَانَ فِي مُدَّة إِقَامَته بِبَيْت ابْن الْبَارِزِيّ قد أحضر الحراريق من سَاحل مصر إِلَى سَاحل بولاق وزينت بأفخر زِينَة وأحسنها. وَصَارَ السُّلْطَان يركب فِي الحراقة الذهبية وَبَقِيَّة الحراريق سائرة مَعَه مقلعة ومنحدرة وتلعب بَين يَدَيْهِ أَحْيَانًا. وَالنَّاس على اخْتِلَاف طبقاتهم مجتمعون للتفرج فَلَا يُنكر على أحد مِنْهُم ثمَّ تقدم إِلَى المماليك السُّلْطَانِيَّة بلعب الرمْح بكر الْأَيَّام على شاطئ النّيل وَهُوَ يشاهدها وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ لَا ينْهض أَن يقوم بل يحمل على الْأَعْنَاق فمرت للنَّاس ببولاق فِي تِلْكَ الْأَيَّام والليالي أَوْقَات لم نسْمع بِمِثْلِهَا. وَلم يكن فِيهَا - بِحَمْد الله -
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute