حجره زعماً مِنْهُم أَن البطركية لَا تتمّ بِدُونِ ذَلِك وَقد اقتصصت فِي تَارِيخ مصر الْكَبِير المقفي أَخْبَار المرقص هَذَا فَانْظُرْهُ فِي حرف الْمِيم تَجدهُ. شهر رَمَضَان أَوله الْخَمِيس. أهل هَذَا الشَّهْر وَالنَّاس فِي قلق لنَقص النّيل قبل أَوَانه. وأسعار الغلال مُرْتَفعَة. وَالسُّلْطَان بِحَالهِ من الْمَرَض إِلَّا أَنه تناقص. وَقدم الْخَبَر بِأَن ابْن السُّلْطَان رَحل من حلب فِي رَابِع عشْرين شهر شعْبَان. وَأَن مُحَمَّد بن قرمان وَولده مصطفى وَإِبْرَاهِيم بن رَمَضَان وصلوا إِلَى قيسارية فِي سادس عشر شعْبَان وحصروا الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر نائبها فَقَاتلهُمْ وكسرهم وَنهب مَا مَعَهم. وَقتل مصطفى وحملت رَأسه وَقبض على أَبِيه مُحَمَّد بن قرمان فسجن. وَقدم رَأس مصطفى بن مُحَمَّد بك بن قرمان إِلَى الْقَاهِرَة فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر شهر رَمَضَان وطيف بِهِ ثمَّ علق على بَاب النَّصْر. وَكَانَت الْعَادة أَن تعلق الرُّءُوس على بَاب زويلة. فَلَمَّا أنشأ السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد الْجَامِع بجوار بَاب زويلة منع من تَعْلِيق الرُّءُوس هُنَاكَ فعلقت على بَاب النَّصْر. ودقت البشائر عِنْد قدوم الرَّأْس. وَكَانَ من خَبره أَن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بك بن عَليّ بك بن قرمان اقتتل مَعَ الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر نَائِب مَدِينَة أبلستين فكاده ابْن دلغادر بِأَن تَأَخّر عَن بيوته فنهبها أبن قرمان. فَرد عَلَيْهِ ابْن دلغادر وَقتل ابْنه الْأَمِير مصطفى بَعْدَمَا عورت عينه ففر نَاصِر الدّين إِلَى مغارة وَمَعَهُ بعض من يَثِق بِهِ فَدلَّ عَلَيْهِ رجل نَصْرَانِيّ. فَأَخذه ابْن دلغادر وَبعث بِهِ وبرأس ابْنه مصطفى. وَمر إِبْرَاهِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن قرمان إِلَى بِلَاده. وَفِيه قدم الْخَبَر بمسير ابْن السُّلْطَان من حلب وقدومه دمشق فِي خامسه. وَفِي سَابِع عشرينه: ركب السُّلْطَان إِلَى لِقَاء وَلَده وَقد وصل قطيا. فاصطاد ببركة الْحَاج وَمضى إِلَى بلبيس. فَقدم الْخَبَر بنزول الابْن الصالحية. فَتقدم الْأُمَرَاء وَأهل الدولة فوافوه بالخطارة. فَلَمَّا عاين ابْن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ نزل لَهُ وتعانقا. وَلم ينزل لأحد من الْأُمَرَاء غَيره لما يعلم من تمكنه عِنْد أَبِيه. ثمَّ عَادوا مَعَه إِلَى العكرشة وَالسُّلْطَان على فرسه. فَنزل الْأُمَرَاء وقبلوا الأَرْض. ثمَّ نزل الْمقَام الصارمي وَقبل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute