للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر شعْبَان المكرم أَوله الِاثْنَيْنِ: فِيهِ وصل رَأس بير عمر حَاكم أرزنكان وَكَانَ السُّلْطَان قد كتب محَاضِر وفتاوي بِكفْر قرا يُوسُف وَولده حَاكم بَغْدَاد فَأفْتى مَشَايِخ الْعلم بِوُجُوب قِتَاله. ورسم لِلْأُمَرَاءِ بالتهيؤ للسَّفر وحملت إِلَيْهِم النَّفَقَات فَوَقع الشُّرُوع فِي تجهيز أُمُور السّفر. وَنُودِيَ فِي رابعه وَقد ركب الْخَلِيفَة والقضاة الْأَرْبَع بنوابهم وَبَين يديهم بدر الدّين حسن البرديني أحد نواب الحكم الشَّافِعِيَّة وَهُوَ رَاكب يقْرَأ من ورقة استنفار النَّاس لقِتَال قرا يُوسُف وتعداد قبائحه ومساوئه فاضطرب النَّاس وَكثر جزعهم. وَفِيه ادّعى على الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَمِير أخور وَالِي الْقَاهِرَة بِأَنَّهُ قتل رجلا وَسطه بِالسَّيْفِ نِصْفَيْنِ بِغَيْر مُوجب شَرْعِي. وأقيمت الْبَيِّنَة بذلك بِحَضْرَة الْقُضَاة وهم بَين يَدي السُّلْطَان فَحكم بقتْله فَأخذ ووسط فِي الْموضع الَّذِي وسط فِيهِ الْمَذْكُور. وخلع فِيهِ على الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَيعرف ببكلمش بن فرى نَائِب الْوَجْه البحري وَابْن وَالِي الْعَرَب وَاسْتقر وَالِي الْقَاهِرَة عوضا عَن ابْن أَمِير أخور على مَال كَبِير الْتزم بِحمْلِهِ مِمَّا يجبيه من مظالم الْعباد فباشر مُبَاشرَة سَيِّئَة وركبته الدُّيُون وَهَان أمره على الْعَامَّة لعدم حرمته حَتَّى كَانَ أحد المقدمين أحشم مِنْهُ. وَصَارَ النَّاس يلقبونه قندوري لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَقُول قباي فغلط وَقَالَ قندوري فنقبت عَلَيْهِ وَهُوَ بزِي النِّسَاء أشبه مِنْهُ بِالرِّجَالِ. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامنه - وخامس عشْرين مسرى -: كَانَ وَفَاء النّيل فَركب السُّلْطَان إِلَى المقياس وَفتح الخليج على الْعَادة ثمَّ عَاد إِلَى قلعة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشره: عقد للأمير الْكَبِير ألطنبغا القرمشي على خوند ستيتة - ابْنة السُّلْطَان - بِصَدَاق مبلغه خَمْسَة عشر ألف دِينَار هرجة بالجامع المؤيدي بِحَضْرَة الْقُضَاة والأمراء والأعيان. وَفِي يَوْم السبت ثَالِث عشره: برز الْأَمِير الْكَبِير ألطنبغا القرمشي إِلَى الربدانية خَارج الْقَاهِرَة وَمَعَهُ من الْأُمَرَاء ألطنبغا الصَّغِير رَأس نوبَة وطوغان أَمِير أَخُو وجلبان المؤيدي أحد مقدمي الألوف وألطنبغا المرقي حَاجِب الْحجاب وجرباش الكريمي رَأس نوبَة وأقبلاط السيفي دمرداش وأزدمر الناصري من مقدمي الألوف ليتوجهوا إِلَى حلب خشيَة حَرَكَة قرا يُوسُف.

<<  <  ج: ص:  >  >>