وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشره: تنكر السُّلْطَان على الْوَزير الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله وضربه ببين يَدَيْهِ ضربا مبرحاً. ثمَّ أَمر بِهِ فَنزل إِلَى دَاره على وظائفه. هَذَا وَالسُّلْطَان مَرِيض. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عشرينه: أرجف بِمَوْت السُّلْطَان فاضطرب النَّاس ونقلوا ثِيَابهمْ خوفًا من الْفِتْنَة أَن تثور ثمَّ أَفَاق فسكنوا. وَفِيه خرج محمل الْحَاج إِلَى الريدانية وَالْحجاج على تخوف من النهب. وَفِيه طلب الْقُضَاة والأمراء وَجلسَ السُّلْطَان فعهد إِلَى وَلَده الْأَمِير أَحْمد بالسلطة من بعد. ومولده فِي ثَانِي جُمَادَى الأولى من السّنة الْمَاضِيَة وَله من الْعُمر سَبْعَة عشر شهرا وَخَمْسَة أَيَّام وَجعل الْأَمِير الْكَبِير ألطنبغا القرمشي الْقَائِم بأَمْره وَأَن يقوم بتدبير الدولة حَتَّى يحضر القرمشي من حلب الْأُمَرَاء الثَّلَاثَة وهم: قجقار القردمي وتنبك ميق وططر. وَحلف الْأُمَرَاء على ذَلِك وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشرينه: خلع على كَمَال الدّين مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ بعد وَفَاة أَبِيه على مبلغ أَرْبَعِينَ ألف دِينَار يحملهَا وَكَانَ صدر الدّين أَحْمد بن العجمي لم يزل مختفياً حَتَّى مَاتَ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ فَظهر وَعند جُمْهُور النَّاس أَن ابْن الْبَارِزِيّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد كَاتب السِّرّ هُوَ الَّذِي قَتله فشفع فِيهِ بعض الْأُمَرَاء وَكَانَ السُّلْطَان فِي شغل بمرضه عَنهُ فَقبل شَفَاعَته ورسم أَن يُقيم بداره من الْقَاهِرَة فَلَزِمَ دَاره وَظَهَرت بَرَاءَة ابْن الْبَارِزِيّ. وَفِي سَابِع عشرينه: خلع على بدر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مزهر الدِّمَشْقِي نَاظر الإصطبل وَاسْتقر فِي نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن كَمَال الدّين بن الْبَارِزِيّ الْمُنْتَقل لكتابة السِّرّ. وَفِي تَاسِع عشرينه: دخل السُّلْطَان الْحمام وَقد تناقص مَا بِهِ من الْأَمْرَاض فَنُوديَ بالزينة فزينت الْقَاهِرَة ومصر وَفرق مَال فِي النَّاس من الْفُقَهَاء والفقراء. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أعَاد قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الْبِسَاطِيّ الْمَالِكِي نواب الحكم الَّذين كَانُوا يلون عَمَّن قبله واستناب زِيَادَة عَلَيْهِم عدَّة من إِلْزَامه. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الْجُمُعَة: فِيهِ ظَهرت دخيرة لناصر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ فِيهَا نَحْو من سبعين ألف دِينَار
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute