للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِمِائَة وَسبعين. والفول كل أردب بِمِائَة وَسِتِّينَ وَذَلِكَ سوى كلفه وَلحم الضَّأْن بِتِسْعَة دَرَاهِم الرطل وَلحم الْبَقر بِسِتَّة دَرَاهِم وَنصف كل رَطْل. وَالدِّينَار المشخص بمائتين وَعشرَة دَرَاهِم فُلُوسًا. والمثقال الهرجة بمائتين وَثَلَاثِينَ درهما وَهُوَ قَلِيل الْوُجُود بأيدي النَّاس. وَالدَّرَاهِم المؤيدية كل مؤيدي بسبعة دَرَاهِم فُلُوسًا وَهِي كَثِيرَة بأيدي النَّاس وَقد أتلف أهل الْفساد وَزنهَا ونقصوها بهرشها حَتَّى خفت وضربوا على مثالها نُحَاسا يخالطه يسير من الْفضة فَعَن قَلِيل تنكشف وَيظْهر زيفها. والفلوس كل رَطْل بِسِتَّة دَرَاهِم وَقد فَسدتْ فَإِنَّهُ صَار يخلط مَعَ الْفُلُوس من المسامير الْحَدِيد الْمَكْسُورَة وَمن نعال الْخَيل الْحَدِيد وَنَحْوهَا من قطع النّحاس وَقطع الرصاص شَيْء كثير بِحَيْثُ لَا يكَاد يُوجد فِي القنطار من الْفُلُوس إِلَّا دون ربعه فُلُوسًا وَبَاقِيه حَدِيد ونحاس ورصاص. هَذَا وَالنَّاس فِي الْقَاهِرَة على تخوف وُقُوع الْفِتْنَة بِمَوْت السُّلْطَان. وَقد كثر عَبث المفسدين وقطاع الطَّرِيق بِبِلَاد الصَّعِيد. وفحش قتل الْأَنْفس وَأخذ الْأَمْوَال هُنَاكَ. وَمَعَ ذَلِك فالأسواق كاسدة والبضائع بأيدي التُّجَّار بايرة وَالْأَحْوَال واقفة والشكاية قد عَمت فَلَا تَجِد إِلَّا شاكياً وقُوف حَاله وَقلة مكسبه. وجور الْوُلَاة والحكام وأتباعهم متزايد فتسأل الله حسن الْعَاقِبَة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس خامسه: صعد الْأُمَرَاء قلعة الْجَبَل وجلسوا على بَاب الدَّار فَخرج إِلَيْهِم الطواشي وَاعْتذر لَهُم عَن دُخُولهمْ فانصرفوا وَكَانُوا على هَذَا مُنْذُ أَيَّام. والإرجاف يُقَوي فَإِن السُّلْطَان أفرط بِهِ الإسهال مَعَ تنوع الأسقام وتزايد الآلام بِحَيْثُ قَالَ لي طبيبه: لم يبْق مرض من الْأَمْرَاض حَتَّى حصل لَهُ. وَقد افترق الْأُمَرَاء فرقا فَطلب الْأُمَرَاء الَّذين فِي القلعة - وَكَبِيرهمْ ططر - الْأَمِير التَّاج الشويكي وخلعوا عَلَيْهِ فِي بعض دور القلعة وجعلوه وَالِي الْقَاهِرَة وشقها فِي تجمل زَائِد أرهب بِهِ من كَانَ يخَاف مِنْهُ أَن يمد يَده إِلَى النهب من مفسدي الْعَامَّة. وَمَا برح الإرجاف بالسلطان فِي كل يَوْم حَتَّى مَاتَ قبيل الظّهْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ تاسعه فارتج النَّاس سَاعَة ثمَّ سكنوا. فَطلب الْقُضَاة والخليفة لإِقَامَة ابْن السُّلْطَان فأقيم فِي السلطنة. وَأخذ فِي جهاز الْمُؤَيد وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب الْقلَّة وَحمل إِلَى الْجَامِع المؤيدي فَدفن بالقبة قبيل الْعَصْر وَلم يشْهد دَفنه كثير أحد من الْأُمَرَاء والمماليك لتأخرهم بالقلعة فِيمَا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَاتفقَ فِي أَمر الْمُؤَيد موعظة فِيهَا أعظم عِبْرَة وَهُوَ أَنه لما غسل لم يُوجد لَهُ منشفة

<<  <  ج: ص:  >  >>