أَحْمد بن العجمي وَنزل فِي موكب جليل إِلَى دَاره. وَكَانَ سَبَب ولَايَته أَنه طَالَتْ عطلته سِنِين فَلَمَّا استبد الظَّاهِر ططر بالسلطنة تذكره لصحبة بَينهمَا فَكتب إِلَى الْأَمِير قانبيه بِطَلَبِهِ وَعرض الْحِسْبَة عَلَيْهِ فَإِن قبلهَا ولاه فَلم يمْتَنع من قبُولهَا لرغبته فِي الحكم. وَفِي ثامنه: قدم الْخَبَر بسلطنة الْأَمِير ططر فَنُوديَ بذلك فِي الْقَاهِرَة ودقت البشائر بقلعة الْجَبَل. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشره: برز السُّلْطَان من دمشق عَائِدًا إِلَى مصر بعد مَا أثر بِدِمَشْق آثاراً جميلَة مِنْهَا أَن نَائِب الشَّام كَانَ لَهُ محتسب دمشق فِي كل سنة نَحْو الْألف وَخَمْسمِائة دِينَار يحملهَا إِلَيْهِ ويتعوضها بِزِيَادَة من مظالم الْعباد فعوض السُّلْطَان نَائِب الشَّام عَن هَذَا الْمبلغ بلد أربل ويتحصل لَهُ مِنْهَا فِي السّنة نَحْو الْأَلفَيْنِ وَخَمْسمِائة دِينَار وَولى حسبَة دمشق لرجل بِغَيْر مَال ونادى إِن طلب مِنْكُم الْمُحْتَسب يَا أهل دمشق شَيْئا فارجموه. وَنقش بِإِبْطَال هَذِه الْحَادِثَة - وَمَا كَانَ مِنْهُ فِيهَا - على حجر بِجَامِع بني أُميَّة. ثمَّ مر السُّلْطَان فِي طَريقَة بِمَدِينَة الْقُدس فَرفع إِلَيْهِ أَن من عَادَة نائبها أَن يجبي كل سنة من فلاحي الضّيَاع نَحْو أَرْبَعَة آلَاف دِينَار وبسبب ذَلِك خربَتْ مُعَاملَة الْقُدس فعوض النَّائِب عَن ذَلِك. ونادى بِإِبْطَال هَذِه المغارم ونقشه على حجر بِالْمَسْجِدِ فتباشر النَّاس بأيامه ورجوا أَن يزِيل الله عَنْهُم بِهِ مَا هم فِيهِ من الْجور. شهر شَوَّال أَوله الِاثْنَيْنِ الْمُوَافق لَهُ ثَانِي بابة: وَفِيه بلغت زِيَادَة النّيل تِسْعَة عشر ذِرَاعا وإصبع وَاحِد. وَفِيه نزل السُّلْطَان بالصالحية فَخرج النَّاس إِلَى لِقَائِه وَقد تزايد السرُور بِهِ فَصَعدَ قلعة الْجَبَل فِي يَوْم الْخَمِيس رابعه وَأنزل المظفر مَعَ أمه فِي بعض دور القلعة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة خامسه: خلع على الطواشي مرجان الْهِنْدِيّ وَاسْتقر زِمَام الدَّار عوضا عَن الطواشي كافور الشبلي. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ: ابْتَدَأَ السُّلْطَان بِعرْض مماليك الطباق وَأنزل مِنْهُم عدَّة فسكنوا فِي الصليبة وَغَيرهَا. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشره: استدعى السُّلْطَان الشَّيْخ ولي الدّين أَبُو زرْعَة أَحْمد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute