للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشره: جمعت الصيارف بالاصطبل للنَّظَر فِي الدَّرَاهِم المؤيدية فَإِنَّهُ كثر هرش الْجيد مِنْهَا. وَمعنى الهرش أَن يبرد من الدِّرْهَم حَتَّى يجِف وَزنه وَيصير نَحْو ربع دِرْهَم. فاستقرت الْمُعَامَلَة بهَا وزنا لَا عددا. ورسم أَن يكون كل دِرْهَم وزنا بِعشْرين درهما فُلُوسًا. وَأَن يكون الدِّينَار الإفرنتي بمائتين وَعشْرين فُلُوسًا وبأحد عشر درهما فضَّة وازنة عَنْهَا من المؤيدية اثْنَان وَعِشْرُونَ عددا زنة كل مؤيدي نصف دِرْهَم فَنزل بِالنَّاسِ من ذَلِك شدَّة لخسارتهم. وَذَلِكَ أَن المؤيدي الَّذِي كَانَ بسبعة دَرَاهِم فُلُوسًا صَار بِخَمْسَة دَرَاهِم وفيهَا مَا لَا يبلغ الْخَمْسَة. وَكثر مَعَ ذَلِك الِاخْتِلَاف فِي أسعار المبيعات وقيم الْأَعْمَال أجر المستأجرات فَذهب مُعظم مَال النَّاس. وَفِي هدا الشَّهْر: عز وجود لحم الضان فِي الْأَسْوَاق لقلَّة الأغنام. وَفِيه كثر فَسَاد لهانة وهوارة بِبِلَاد الصَّعِيد وقطعهم الطرقات على الْمُسَافِرين وشنهم الغارات على الْبِلَاد وإحراقهم عدَّة نواحي بِمَا فِيهَا. هَذَا مَعَ مَا بِبِلَاد الصَّعِيد من قلَّة وجود الْقَمْح عِنْدهم بِحَيْثُ صَار يحمل إِلَيْهِم من الْقَاهِرَة وَذَلِكَ لخراب بِلَاد الصَّعِيد ودثور أَكثر بلادها بِحَيْثُ الْعشْرَة أَيَّام بِبِلَاد الصَّعِيد لَا يُوجد فِيهَا أحد وَلَا تزع أراضيها فَقلت الأغنام عِنْدهم. وَصَارَ أَهلهَا إِلَى فقر وبؤس حَتَّى أَن غَالب قوت أَهلهَا إِنَّمَا هُوَ الذّرة. وَمَعَ ذَلِك كُله فجور وَفِيه تنكر الْحَال بَين الْأَمِير طرباي والأمير نظام الْملك برسباي. وَخرج طرباي إِلَى بر الجيزة فِي هَيْئَة متنزه والإرجاف يقوى حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْر. شهر ربيع الأول أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي ثَانِيه: قدم الْأَمِير طرباي من بر الجيزة. وَفِي ثالثه: قبض الْأَمِير برسباي على الْأَمِير سودن الْحَمَوِيّ أحد أُمَرَاء الألوف وعَلى الْأَمِير قانصوه أحد أُمَرَاء الطبلخاناة وَكَانَا من أَصْحَاب الْأَمِير طرباي فكثرت

<<  <  ج: ص:  >  >>