للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القالة وَبَات طرباي لَيْلَة الْخَمِيس وجماعته يحذرونه الطُّلُوع إِلَى القلعة وَهُوَ لَا يصغي لقَولهم وَفِي ظَنّه أَن الْأَمِير برسباي لَا يفاجئه بِسوء لِأَنَّهُ فِي ابْتِدَاء الْأَمر كَانَ طرباي متميزاً عَلَيْهِ مُنْذُ مَاتَ الظَّاهِر برقوق وَفِي أخر الْأَمر كَانَ هُوَ استمال المماليك للأمير برسباي وفخذهم عَن جَانِبك الصُّوفِي ثمَّ خدع جَانِبك حَتَّى نزل من الاصطبل ثمَّ قبض عَلَيْهِ فَكَانَ يرى أَنه هُوَ الَّذِي أَقَامَ الْأَمِير برسباي فِيمَا هُوَ فِيهِ وَأصْبح يَوْم الْخَمِيس مركب طرباي إِلَى الْخدمَة بالقلعة مِمَّا هُوَ إِلَّا أَن اسْتَقر جُلُوسه أَشَارَ الْأَمِير برسباي بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فجذب سَيْفه ليدفع عَن نَفسه وَقَامَ فبدره الْجَمَاعَة وعاقوه عَن النهوض وغافصه الْأَمِير برسباي بِالسَّيْفِ وضربه ضَرْبَة جَاءَت فِي يَده كَادَت أَن تبينها. وَأخذ إِلَى السجْن وَقد تضمخ بدمه فَوَقَعت هجة بِالْقصرِ ثمَّ سكنت من ساعتها. وَلم يَتَحَرَّك أحد لنصرة طرباي. وَنُودِيَ بالأمان وَالْبيع وَالشِّرَاء وَأَن لَا يتحدث أحد فِيمَا لَا يعنيه. وَأخرج من الْغَد بطرباي مُقَيّدا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ليسجن بهَا. فَكَانَ فِي هَذَا عِبْرَة لأولي الْأَبْصَار وَهُوَ أَن طرباي مكر بجانبك الصُّوفِي وخدعه حَتَّى أنزلهُ من الحراقة بِبَاب السلسله وَقبض عَلَيْهِ بحيلة دبرهَا وَحمله مُقَيّدا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة حَتَّى سجن بهَا وَظن أَنه قدم صفا لَهُ الْوَقْت فَأَتَاهُ الله من حَيْثُ لم يحْتَسب وخدعه الْأَمِير برسباي حَتَّى صعد إِلَيْهِ بعد مَا امْتنع ببر الجيزه أَيَّامًا والإرجاف قوي بِوُقُوع الْحَرْب إِلَى أَن مَشى لحتفه بقدميه حَتَّى قبض عَلَيْهِ وسجن بالإسكندرية لتجزي كل نفس مَا كسبت. وَفِيه أخرج الْأَمِير سودن الْحَمَوِيّ منفياً إِلَى دمياط وَتوجه الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن منجك إِلَى دمشق ليحضر بالأمير تنبك ميق من الشَّام وَقد تحدث بِأَمْر سَيظْهر بمجيء نَائِب الشَّام. ورسم بإحضار أيتمش الخضري من الْقُدس. وَفِي خَامِس عشره: قبض على الطواشي مرجان الْهِنْدِيّ زِمَام الدَّار وَسلم للأمير أرغون شاه أستادار ليستخلص مِنْهُ مَالا. وَفِي ثَانِي عشرينه: خلع على الطواشي كافور الشلبي وَاسْتقر زِمَام الدَّار على عَادَته. وَفِي ثَالِث عشرينه: قدم الْأَمِير أيتمش الخضري من الْقُدس فَلَزِمَ دَاره. شهر ربيع الآخر، أَوله الْأَرْبَعَاء:

<<  <  ج: ص:  >  >>