للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي ثَانِيه: أفرج عَن الطواشي مرجان الْهِنْدِيّ بعد مَا أَخذ مِنْهُ عشرُون ألف دِينَار وَضَمنَهُ جمَاعَة فِي عشرَة آلَاف دِينَار أُخْرَى. وَفِي سادسه: قدم الْأَمِير تنبك العلاي ميق نَائِب الشَّام بعد مَا تَلقاهُ عَامَّة أهل الدولة فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر على عَادَته فِي نِيَابَة الشَّام. وتحدث مَعَه فِي سلطنة الْأَمِير برسباي فَوَافَقَ على ذَلِك. وخلع الْملك الصَّالح فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامنه فَكَانَت مدَّته أَرْبَعَة أشهر وَثَلَاثَة أَيَّام. السُّلْطَان أَبُو النَّصْر برسباي السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف سيف الدّين أَبُو النَّصْر برسباي الدقمقاي الظَّاهِرِيّ الجركسي. تقدم التَّعْرِيف بِهِ. ومازال قَائِما بتدبير أَمر الدولة. ثمَّ أحب أَن يُطلق عَلَيْهِ اسْم السُّلْطَان لما خلا لَهُ الجو فَأخذ طرباي وسجنه تمّ بموافقة نَائِب الشَّام على ذَلِك فاستدعى الْخَلِيفَة والقضاة وَقد جمع الْأُمَرَاء وأرباب الدولة فَبَايعهُ الْخَلِيفَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن شهر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة. ولقب بِالْملكِ الْأَشْرَف أبي الْعِزّ وَنُودِيَ بذلك فِي الْقَاهِرَة ومصر. وَكَانَ فِي هَذَا موعظة وذكرى لأولي الْأَلْبَاب فَإِن الْملك الْمُؤَيد أنشأ ططر وآواه بعد مَا كَانَ من أقل المماليك الناصرية الهاربين من الْملك النَّاصِر فرج. وَمَا زَالَ يرقية حَتَّى صَار من أكبر أُمَرَاء مصر وائتمنه على ملكه. فَقَامَ بعد موت الْمُؤَيد بكفالة وَلَده أَحْمد المظفر. وَمَا زَالَ يحكم الْأَمر لنَفسِهِ إِلَى أَن خلع ابْن الْمُؤَيد وتسلطن وأودع ابْن الْمُؤَيد وَأمه بِبَعْض دور القلعة فِي صُورَة معتقل. فَلَمَّا أشفي ططر على الْمَوْت عهد إِلَى ابْنه مُحَمَّد وَاسْتَأْمَنَ برسباي - لقرابة بَينهمَا - على وَلَده بعد مَا كَانَ برسباي مُقيما بِدِمَشْق من جملَة أمرائها وَجل مناه أَن يبْقى الْمُؤَيد عَلَيْهِ مهجته فآواه ططر وَجعله من أكبر أُمَرَاء مصر فَقَامَ بِأَمْر ابْنه الْملك الصَّالح قَلِيلا واقتدى بأَخيه ططر فِي أَخذ الْملك لنَفسِهِ. فَلَمَّا أَخذ طرباي كَمَا قبض ططر على الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَلم يبْق من يخشاه إِلَّا نَائِب الشَّام بعث يخيره بَين أَن يكون الْأَمِير الْكَبِير بديار مصر مَكَان طرباي وَبَين أَن يسْتَمر على نِيَابَة الشَّام فَرغب فِي السَّلامَة وأتى إِلَى بَين يَدَيْهِ فأمن برسباي عِنْد ذَلِك وتسلطن وأودع الصَّالح مُحَمَّد بن ططر وَأمه فِي دَار بالقلعة. من يعْمل سوءا يجز بِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>