للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْخَمِيس تاسعه خلع على الْأَمِير بيبعا المظفري أَمِير سلَاح وَاسْتقر الْأَمِير الْكَبِير الأتابك عوضا عَن طرباي. وخلع على الْأَمِير قجق أَمِير مجْلِس وَاسْتقر أَمِير سلَاح عوضا عَن بيبغا المظفري. وخلع على الْأَمِير أقبغا التمرازي من مقدمي الألوف وَاسْتقر أَمِير مجْلِس عوضا عَن قجق. وخلع على حسن الْكرْدِي وَاسْتقر نَائِب الْوَجْه البحري على عَادَته. وَأَفْرج عَن جمَاعه كَانُوا مسجونين بالقلعة من أُمَرَاء العشرات قبض عَلَيْهِم فِيمَا تقدم. وَكَانَ أول مَا بَدَأَ بِهِ السُّلْطَان أَن منع النَّاس كَافَّة من تَقْبِيل الأَرْض لَهُ فامتنعوا. وَجَرت الْعَادة عِنْد مُلُوك مصر مُنْذُ قدم أَمِير الْمُؤمنِينَ الإِمَام الْمعز لدين الله أَبُو تَمِيم معد الفاطمي إِلَى مصر أَن كل من تمثل بَين يَدي الْخَلِيفَة ثمَّ بَين يَدي السُّلْطَان أَن يخر وَهُوَ قَائِم حَتَّى يقبل الأَرْض. فَلم يعف من ذَلِك أَمِير وَلَو بلغ الْغَايَة وَلَا مَمْلُوك وَلَا وَزِير وَلَا صَاحب قلم وَلَا رَسُول ملك من مُلُوك الأقطار إِذا قدم برسالة وَلَا أحد من سَائِر النَّاس على اخْتلَافهمْ إِلَّا قُضَاة الشَّرْع وَجَمِيع أهل الْعلم وَأهل الصّلاح وأشراف الْحجاز من بني حسن وَبني حُسَيْن فَإِن هَؤُلَاءِ أدركناهم وَلَا يقبل أحد مِنْهُم الأَرْض إجلالاً لَهُم عَن ذَلِك. وَكَذَلِكَ إِذا ورد مرسوم السُّلْطَان على نَائِب مملكة أَو وَالِي عمل فَإِنَّهُ يقوم عِنْد وُرُوده عَلَيْهِ وَيقبل الأَرْض. فَأبْطل السُّلْطَان برسباي ذَلِك كُله وَجعل بدله إِمَّا تَقْبِيل يَده لمن عظم قدره أَو يقف فَقَط. فَكَانَ هَذَا حسنا لَو دَامَ لكنه بَطل عَن قَلِيل وَعَاد الْأَمر كَمَا تقدم ذكره. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشره: خلع على الْأَمِير تنبك ميق نَائِب الشَّام قبَاء السّفر وَتوجه إِلَى دمشق فَخرج عُظَمَاء الدولة لوداعه بعد مَا قدمُوا لَهُ عدَّة تقادم مَا بَين خُيُول وقماش وَغير ذَلِك. وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشرينه: توجه الْأَمِير سودن الْحَاجِب وَمَعَهُ مَال برسم حفر خليج سكندريه مِمَّا أجدي شَيْئا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أجدبت أَرَاضِي بِلَاد حوران والكرك والقدس والرملة وغزة لعدم نزُول الْمَطَر فِي أَوَانه ونزح كثير من سكان هَذِه الْبِلَاد عَن أوطانهم وَقلت الْمِيَاه عِنْدهم. وَمَعَ هَذَا فَفِي بِلَاد حلب وحماة ودمشق وبلاد السَّاحِل كلهَا رخاء من كَثْرَة الأمطار الَّتِي عِنْدهم فسبحان الفعال لما يُرِيد. وَفِيه عظم الْخطب وَاشْتَدَّ الْبلَاء بِبِلَاد الصَّعِيد من كَثْرَة الْفِتَن وَنهب الْبِلَاد. وَفِيه قتل وَادي قوص تعذر أَخذ الْخراج.

<<  <  ج: ص:  >  >>