للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه عمل المارستان المؤيدي الَّذِي بالصوة تَحت القلعة جَامعا تُقَام بِهِ الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة ورتب لَهُ إِمَام وخطيب ومؤذنون وبواب وقومة. وَجعل جِهَة مصرف ذَلِك من وقف الْجَامِع المؤيدي. وَأَن الْمُؤَيد قد جعل هَذَا الْموضع مارستان وَنزل بِهِ المرضى. فَلَمَّا مَاتَ لم يُوجد فِي كتاب الْوَقْف المؤيدي لَهُ جِهَة تصرف فأخرجت المرضى مِنْهُ وأغلق وَصَارَ منزلا للرسل الواردين من مُلُوك الشرق فَبَقيَ حانة خمار برسم شرب المسكرات وَشرب الطنابير وَعمل الْفَوَاحِش. وَمَعَ ذَلِك ترْبط بِهِ الْخُيُول. فَكَانَ هَذَا مُنْذُ مَاتَ الْمُؤَيد إِلَى هَذَا الْوَقْت فطهره الله من تِلْكَ وَفِيه وَقع الشُّرُوع فِي هدم المنظرة الَّتِي استجدها الْمُؤَيد فَوق الْخمس الْوُجُوه. ثمَّ انتفض ذَلِك فَبَقيَ بناؤها مشعثاً وسكنها بعض فُقَرَاء الْعَجم. شهر جُمَادَى الأول أَوله الْأَرْبَعَاء: فِي سابعه: سارات تجريدة إِلَى بِلَاد الصَّعِيد. وَفِي ثامنه: نُودي أَن لَا يخْدم أحد من الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي ديوَان من دواوين السُّلْطَان والأمراء فَلم يتم ذَلِك. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة تاسعه: جددت خطْبَة بمدرسة شمس الدّين شَاكر بن البقري بالجوانية جددها علم الدّين دَاوُد بن الكويز كَاتب السِّرّ لقربها من دَاره الَّتِي يسكنهَا. وَفِيه قدم الْخَبَر بِكَثْرَة الوباء بِبِلَاد حلب وحماة وحمص فَهَلَكت خلائق. وَفِيه أُقِيمَت الْجُمُعَة بالمارستان المؤيدي يَوْم الْجُمُعَة سلخه. وَفِيه رسم أَن لَا تبَاع الثِّيَاب الَّتِي تجلب من بَغْدَاد أَو الْموصل وبلاد الشَّام والإسكندرية إِلَّا بِالنَّقْدِ. وَكَانَت الْعَادة إِذا ورد التَّاجِر بِشَيْء من القماش تسلمته السماسرة وباعته على التُّجَّار إِلَى أجل ثمَّ جبت الثّمن فِي مُدَّة أشهر فَمن أجل بيعهَا نَسِيئَة يزْدَاد ثمنهَا عَمَّا تبَاع فِي النداء الحراج زِيَادَة كَبِيرَة فَإِذا بَاعهَا التَّاجِر أَخذ ربحا آخر فتغبن النَّاس دَائِما فِيمَا يشتروه من التُّجَّار سيماإذا باعوا ذَلِك فِي النداء فَإِنَّهُ رُبمَا ثلث الثّمن. فَامْتنعَ التُّجَّار مُدَّة من الشِّرَاء نسيمة ثمَّ عَادوا لما نهوا عَنهُ. وَقدم الْخَبَر إِلَى الْعرَاق وَشدَّة الغلاء. وَسبب ذَلِك أَن شاه مُحَمَّد بن قرا يُوسُف متملك بَغْدَاد خَافَ من قدوم شاه رخ بن تيمورلنك فَمنع النَّاس من الزَّرْع وطرد

<<  <  ج: ص:  >  >>