للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضعفاء النَّاس فنزحوا عَن الْعرَاق وَقدم مِنْهُم كثير إِلَى بِلَاد الشَّام. وَجمع أهل الْقُوَّة عِنْده بِبَغْدَاد فَكَانَ الْقَحْط والغلاء عُقُوبَة من الله لَهُم مِمَّا هم عَلَيْهِ من الْقَبِيح. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله السبت: فِي تاسعه: توجه السَّيِّد الشريف شهَاب الدّين أَحْمد بن عَلَاء الدّين عَليّ بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عدنان الْحُسَيْنِي كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق ونقيب الْأَشْرَاف إِلَى بَلَده. وَكَانَ قد طلب من دمشق مقدم الْقَاهِرَة فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى وسجن فِي بعض الْمدَارِس وألزم بِحمْل عشْرين ألف دِينَار. وَكتب باستقرار بعض مسالمة السمرَة - وَيُقَال لَهُ حُسَيْن عوضه - فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق. وَكَانَ حُسَيْن هَذَا قد قدم إِلَى الْقَاهِرَة فِي الْأَيَّام الناصرية فرج وخدم من حَملَة كتاب الْأَمِير بكتمر شلق ثمَّ عَاد إِلَى دمشق. وَاتفقَ أَنه تزوج مَمْلُوك يُقَال لَهُ أزبك بابنة امْرَأَة حُسَيْن. وَكَانَ أزبك هَذَا مِمَّن أنشأه ططر وَصَارَ أَمِير مائَة مقدم ألف فَتحدث لحسين هَذَا فِي استقراره نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق فَأُجِيب إِلَى ذَلِك. وَاسْتقر حُسَيْن فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة شهَاب الدّين أَحْمد من الكشك. ثمَّ أضيف إِلَيْهِ كِتَابَة السِّرّ مَعَ نظر الْجَيْش وَلم يتَّفق مثل ذَلِك فِي هَذِه الدول. وَمَا زَالَ السَّيِّد مَحْبُوسًا حَتَّى تقرر عَلَيْهِ عشرَة آلَاف دِينَار فَخلع عَلَيْهِ فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة هَذَا وَتوجه إِلَى بَلَده لحمل مَا ألزم بِهِ. وَسبب ذَلِك تنكر السُّلْطَان عَلَيْهِ لأمور بَدَت مِنْهُ فِي حَقه وَهُوَ أَمِير بِدِمَشْق وَالسَّيِّد كَاتب السِّرّ. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشره: قدم قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الْهَرَوِيّ من الْقُدس. وَفِي رَابِع عشره: نُودي بسفر النَّاس فِي رَجَب إِلَى مَكَّة فكثرت المسرات بذلك لبعد الْعَهْد بسفر الرجبية. ثمَّ انْتقض ذَلِك. وَنُودِيَ فِي سَابِع عشرينه لَا يُسَافر أحد الرجبية. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قدم الْخَبَر بغلاء مَدِينَة توريز وَأَن الْمَطَر تَأَخّر نُزُوله بِبِلَاد إفريقية. وَفِيه عزم تغري بردي الجكمي - الَّذِي قتل ابْن كبك - على الفتك بالأمير تنبك ميق نَائِب الشَّام فَفطن بِهِ وَقَتله.

<<  <  ج: ص:  >  >>