للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه جلس السُّلْطَان للْحكم بَين النَّاس كَمَا كَانَ الْمُؤَيد وَمن قبله وَصَارَ يحكم يومي الثُّلَاثَاء والسبت بالمقعد من الاصطبل السلطاني. فِيهِ نُودي على النّيل ثَلَاثَة أَصَابِع. وَقد جَاءَ القاع خَمْسَة أَذْرع وَسَبْعَة أَصَابِع. وَاسْتمرّ يزِيد فِي كل يَوْم عدَّة أَصَابِع بِحَيْثُ نُودي عَلَيْهِ فِي يَوْم خَمْسَة عشر إصبعاً. وَقل مَا عهد مثل هَذَا شهر أبيب. وَفِي خَامِس عشره: توجه الْهَرَوِيّ عَائِدًا إِلَى الْقُدس بعد مَا أهْدى للسُّلْطَان هَدِيَّة بِنَحْوِ خَمْسمِائَة دِينَار سوى مَا أهداه لِلْأُمَرَاءِ. وَكَانَ أَن يَلِي الْقَضَاء على أَنه يقوم فِي كل سنة بِثَمَانِينَ ألف دِينَار. وَيثبت فِي جِهَة جلال الدّين بن البُلْقِينِيّ زِيَادَة على ثَمَانِينَ ألف دِينَار. وَيحمل معجلا خَمْسَة آلَاف دِينَار فألزم أَن يكْتب خطة بذلك كُله فَأنْكر أَن يكون قَالَ شَيْئا من ذَلِك فانحل أمره ورده الله خائباً وَللَّه الْحَمد. وَفِيه زينت الْقَاهِرَة ومصر لإدارة محمل الْحَاج على الْعَادة فَمنع صدر الدّين أَحْمد بن العجمي الْمُحْتَسب النِّسَاء من الْجُلُوس على حوانيت الباعة وتشدد فِي ذَلِك فامتنعن. وَكَانَت الْعَادة أَن تجْلِس النِّسَاء صَدرا من النَّهَار ويبتن بالحوانيت حَتَّى ينظرن الْمحمل من الْغَد فيختلطن بِالرِّجَالِ فِي مده يَوْمَيْنِ وَلَيْلَة وَتَقَع أُمُور غير مرضية فعد مَنعهنَّ من جميل مَا صنع لكنه لم يتم وعدن فِيمَا بعد كَمَا كن لإهمال أمرهن. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشره: أدير محمل الْحَاج بِالْقَاهِرَةِ ومصر على مَا جرت بِهِ الْعَادة. وَقد كثر الاعتناء بأَمْره وعملت كسْوَة الْكَعْبَة فِي غَايَة الْحسن بِحَيْثُ لم يعْمل مثلهَا فِيمَا أدركناه. وَولي عَملهَا شرف الدّين أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن نصر الله نَاظر الْكسْوَة لحسن مُبَاشَرَته وعفته. وَفِي هَذَا الشَّهْر: نزل الْأَمِير تنبك البجاسي نَائِب حلب بعساكرها على مَدِينَة بهسني. وَحضر الْأَمِير تغري بردي بن قصروه. وَفِيه خرج الْأَمِير أينال الظَّاهِرِيّ نَائِب صفد عَن الطَّاعَة وَذَلِكَ أَنه كَانَ من جملَة

<<  <  ج: ص:  >  >>