للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الألوف وَاسْتقر فِي نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة. وَفِي سلخه: نُودي من كَانَت لَهُ ظلامة فَعَلَيهِ بالاصطبل. وَكَانَ السُّلْطَان قد شرك جُلُوسه للْحكم مُنْذُ قدم خبر صفد معاد للجلوس للنَّظَر فِي محاكمات المتخاصمين على عَادَته. شهر شعْبَان أَوله الِاثْنَيْنِ. فِيهِ تكَرر النداء بجلوس السُّلْطَان للْحكم. وَفِي ثَانِيه: جلس للْحكم واستدعى مدرسي الْمدرسَة القمحية بِمصْر وأوقفهم بَين يَدَيْهِ وألزمهم بِعَمَل حِسَاب أوقافها وعمارتها مِمَّا تناولوه من ريعها فِيمَا سلف وَأخرج وَقفهَا - وَهُوَ ضيعتان بالفيوم يُقَال لَهما الْأَعْلَام والحنبوشية - لمملوكين من مماليكه ليأكلوها إقطاعاً بَينهمَا. وَندب الْأَمِير أزبك رَأس نوبَة للكشف عَن الْمدرسَة فَوجدَ الخراب قد أحَاط بهَا من جوانبها وَصَارَ مَا هُنَالك كيمان تُرَاب وَهِي قَائِمَة بمفردها لَيْسَ بجانبها عَامر وَلَا بهَا سَاكن سوى رجل يحرسها فَطلب السُّلْطَان مدرسيها الْخَمْسَة وأوقفهم بَين يَدَيْهِ بالاصطبل وألزمهم بِعَمَل حِسَابهَا وَالْقِيَام بِمَا استأدوه من الْعُلُوم فَخَرجُوا فِي الترسيم. وَفِيه نظر السُّلْطَان فِي أَمر جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ وَأخذ النَّاس فِي تتبع عورات الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء لميل وُلَاة الشَّوْكَة إِلَى معرفَة ذَلِك فَإِن الأحدوثة عَنْهُم قبحت والقالة فيهم شنعت: وَكُنَّا نستطب إِذا مرضنا فجَاء الدَّاء من قبل الطَّبِيب وَفِي يَوْم الْخَمِيس رابعه - الْمُوَافق لَهُ تَاسِع عشْرين أبيب -: كَانَ وَفَاء النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا. وَهَذَا من النَّوَادِر مَعَ أَن زِيَادَته فِي هَذَا الْعَام كَانَت مِمَّا يتعجب لَهُ وَذَلِكَ أَن الْعَادة الَّتِي عهِدت أَن زِيَادَة النّيل فِي شهر أبيب تكود قَليلَة حَتَّى أَنه ليقال قَدِيما

<<  <  ج: ص:  >  >>