للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي أبيب يدب المَاء دَبِيب. وَأما مسرى فأيام الزِّيَادَة الْكَثِيرَة وَيُقَال لَهَا عرس النّيل وَهِي مَظَنَّة الْوَفَاء حَتَّى يُقَال إِذا لم يوف النّيل فِي مسرى فانتظره فِي السّنة الْأُخْرَى هَذِه عَادَة الله الَّتِي أجراها بَين خلقه فِي أَمر نيل مصر وَرُبمَا وَقع الْأَمر فِي النّيل بِخِلَاف ذَلِك فيعد نَادرا. وَاتفقَ فِي هَذِه السّنة أَنه مُنْذُ ابتدأت الزِّيَادَة لم تزل زِيَادَته كَبِيرَة بِحَيْثُ نُودي عَلَيْهِ فِي يَوْم بِزِيَادَة خمسين إصبعاً فَكثر تعجب النَّاس لذَلِك ثمَّ ازدادوا تَعَجبا لوفائه قبل مسرى وَللَّه الْحَمد. وَتَوَلَّى تخليق المقياس وَفتح الخليج الْأَمِير الْكَبِير بيبغا المظفري. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشره: أخرج بالمظفر أَحْمد بن الْمُؤَيد شيح وأخيه من ظ قلمة الْجَبَل نَهَارا وحملا فِي النّيل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَكَانَت هَذِه موعظة فَإِن الْمُؤَيد أخرج بأولاد ابْن أستاذه الْملك النَّاصِر فرج إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فعومل بِمثل ذَلِك وَأخرج ابنيه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة كَمَا يدين الْفَتى يدان. وَفِي ثَانِي عشرينه: خلع على بدر الدّين مَحْمُود العينتابي نَاظر الأحباس وأعيد حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن صدر الدّين أَحْمد بن العجمي. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر عَبث الفرنج بالسواحل وهجم فِي اللَّيْل غرابان فيهمَا طَائِفَة من الفرنج على ميناء الْإسْكَنْدَريَّة فوجدوا فِيهَا مركبا للتجار فِيهِ بضائع بِنَحْوِ مائَة ألف دِينَار فَاقْتَتلُوا مَعَهم عَامَّة اللَّيْل فَخرج النَّاس من الْمَدِينَة فَلم يقدروا على الْوُصُول إِلَيْهِم لعدم المراكب الحربية عِنْدهم وَلَا وصلت سِهَامهمْ إِلَى الفرفج بل كَانَت تسْقط فِي الْبَحْر فَلَمَّا طَال الْحَرْب بَين الفرنج والتجار الْمُسلمين واحترقت مركب التُّجَّار نَجوا فِي القوارب إِلَى الْبر فَأَتَت نَار الفرنج على سَائِر مَا فِي الْمركب من البضائع حَتَّى تلف بأجمعها وَمضى الفرنج نَحْو برقة فَأخذُوا مَا قدرُوا عَلَيْهِ ثمَّ عَادوا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ومضوا إِلَى نَحْو الشَّام. وَفِيه قدم رَسُول اسكندر بن قرا يُوسُف وَمَعَهُ رأسان زعم أَنَّهُمَا رَأس متملك السُّلْطَانِيَّة نِيَابَة عَن شاه رخ بن تيمور لنك وَرَأس نَائِبه بشيراز. شهر رَمَضَان أَوله الْأَرْبَعَاء: فِي تاسعه: أُعِيد الآذان بمأذنتي مدرسة السُّلْطَان حسن بسوق الْخَيل. وَفِي حادي عشره: كَانَ نوروز القبط بِمصْر والنيل قد بلغ تِسْعَة عشر ذِرَاعا وَسِتَّة

<<  <  ج: ص:  >  >>