للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أرغون شاه بَين يَدي السُّلْطَان. وَمن خبر ابْن أبي وَالِي هَذَا أَن أَبَاهُ من تجار الْقُدس وتزيا هُوَ بزِي الأجناد وخدم أستادار الْأَمِير جقمق الدوادار فِي أَيَّام الْمُؤَيد بديار مصر مُدَّة ثمَّ صادره وَصَرفه فخدم أستادار نَائِب الشَّام مُدَّة. وَكثر مَاله فأحضر من دمشق إِلَى الْقَاهِرَة فِي هَذَا الشَّهْر وألزم بِحمْل عشْرين ألف دِينَار فوعد أَن يحمل فِي هَذَا الْيَوْم ثَلَاثَة آلَاف دِينَار. فَلَمَّا قبض على أرغون شاه سَوَّلت لَهُ نَفسه وزين لَهُ شَيْطَانه أَن يكون أستادارا ويسد الْمبلغ الَّذِي ألزم بِهِ وَفِيه خلع أَيْضا على كريم الدّين عبد الْكَرِيم ابْن الْوَزير الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق ابْن كَاتب المناخ وَاسْتقر فِي الوزارة عوضا عَن أرغون شاه. وَفِي تَاسِع عشرينه: سلم أرغون شاه إِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي وَالِي أستادار ليستخلص مِنْهُ سِتِّينَ ألف دِينَار فَنزل من القلعة مَعَ أعوان الْوَالِي حَتَّى دخل دَاره الَّتِي كَانَ يسكنهَا أرغون شاه وَقد سكنها ابْن أبي وَالِي فعندما دَخلهَا بَكَى وَكَانَ فِي بلائه هَذَا أعظم عِبْرَة. وَذَلِكَ أَن ابْن وَالِي فِي ابْتِدَاء حَاله كَانَ من جملَة أجناد أرغون شاه الَّذين يخدمونه أَيَّام عمله وَهُوَ أستادار نوروز الحافظي فدارت الدَّوَائِر حَتَّى صَار ابْن أبي وَالِي أستادار عوضا عَن أرغون شاه وَسكن فِي دَاره بِالْقَاهِرَةِ الَّتِي كَانَ بالْأَمْس يتَرَدَّد إِلَيْهِ فِيهَا. وَيجْلس حَتَّى يسْتَأْذن لَهُ عَلَيْهِ. ثمَّ أَخذ ليعلقه فِي هَذِه الدَّار يحضرهُ من كَانَ يَخْدمه بهَا. أعاذنا الله تَعَالَى من سوء الْعَاقِبَة وَزَوَال نعمه ورزقنا الْعَافِيَة بمنه وَكَرمه. وَفِيه خلع على الْأَمِير إينال النوروزي الَّذِي كَانَ نَائِبا بطرابلس وَاسْتقر أَمِير مجْلِس عوضا عَن أقبغا التمرازي نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة. شهر ذِي الْقعدَة أَوله يَوْم الْخَمِيس: فِيهِ قدم للسُّلْطَان إخْوَان من بِلَاد الجركس فِي سِتِّينَ من الجراكسة فَخرج الْأُمَرَاء إِلَى لقائهم. وَفِيه توجه الْأَمِير قجق أَمِير سلَاح والأمير أركماس الظَّاهِرِيّ أحد مقدمي الألوف وَالْقَاضِي زين الدّين عبد الباسط نَاظر الجيوش إِلَى مَكَّة على الرَّوَاحِل حاجين. وَفِي رابعه: تقرر على أرغون شاه عشرَة آلَاف دِينَار حَالَة يقوم بهَا ويمهل فِي مبلغ عشْرين ألف دِينَار مُدَّة فأفرج عَنهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>