للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي سادسه: وصلت هَدِيَّة الْأَمِير قصروه نَائِب طرابلس وَهِي مائَة وَخَمْسُونَ فرسا وَكثير من القماش والفرو. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: هَبَط مَاء النّيل سَرِيعا مَعَ فَسَاد جسور النواحي من سوء سيرة وُلَاة عَملهَا فَانْقَطَعت مِنْهَا مقاطع كَثِيرَة شَرق بِسَبَبِهَا عدَّة أَرَاضِي بِالْوَجْهِ القبلي وبالوجه البحري وبالجيزة فنسأل الله اللطف. هَذَا والغلال رخيصة فالقمح بِمِائَة وَأَرْبَعين درهما من الْفُلُوس كل أردب وَالشعِير والفول بسبعين درهما الأردب. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشره - الْمُوَافق لَهُ ثَانِي عشْرين بَابه -: وَالشَّمْس فِي الدرجَة الْخَامِسَة من برج الْعَقْرَب حدث فِي السَّمَاء راعد شَدِيد وبرق ثمَّ مطر كثير جدا لم تعهد مثله فِي مثل هَذَا الزَّمَان. وَمَعَ ذَلِك فالحر مَوْجُود فسبحان الفعال لما يُريدهُ. وَفِي سادس عشره: قدم الْأَمِير جَانِبك الخازندار من الشَّام وَقد قلد النواب فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر دوادارا ثَانِيًا عوضا عَن الْأَمِير قرقماس المتوجه إِلَى الْحجاز بِحكم انْتِقَاله إِلَى تقدمة ألف. وجانبك هَذَا رباه السُّلْطَان صَغِيرا فحفظ حق التربية بِحَيْثُ أَن جقمق نَائِب الشَّام لما ثار بعد موت الْمُؤَيد وَقبض على السُّلْطَان وَهُوَ يَوْمئِذٍ من أُمَرَاء دمشق وسجنه بذل الرغائب لجانبك هَذَا فَلم تستمله الدُّنْيَا وَثَبت على خدمَة أستاذه حَتَّى خلصه الله فوفى السُّلْطَان لَهُ بذلك وأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة ثمَّ إمرة طبلخاناة وَبَعثه لتقليد نواب الشَّام فأثرى. وَلما قدم صَار دواداراً. وَفِي الْحَقِيقَة هُوَ صَاحب التَّدْبِير فِي الدولة نقضا وإبراماً لِكَثْرَة اخْتِصَاصه بالسلطان ومزيد قربه مِنْهُ. وَفِي سادس عشرينه: ثارت المماليك بأستادار لعَجزه عَن تَكْمِلَة النَّفَقَة وضربوه ففر حَتَّى التجأ إِلَى بَيت بعض الْأُمَرَاء. وَفِي ثامن عشرينه: ختم على مطابخ السكر وألزم من يدولب طبخ السكر أَلا يتَعَرَّض أحد مِنْهُم لعمله ومنعت باعة السكر وباعة الْحَلْوَى من شِرَاء السكر إِلَّا من سكر السُّلْطَان. وَعمل لذَلِك ديوَان وأقيم لَهُ جمَاعَة ليدولبوا السكر فَامْتنعَ كل أحد من بيع السكر إِلَّا السُّلْطَان وَمن شراه إِلَّا من سكر السُّلْطَان فَضَاقَ النَّاس ذرعاً بذلك وتضرر بِهِ جمَاعَة عديدة. شهر ذِي الْحجَّة أَوله الْجُمُعَة:

<<  <  ج: ص:  >  >>