للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي ثالثه: ركب الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان للسرحة فِي عدَّة من الْأُمَرَاء حَتَّى اصطاد وَدخل الْقَاهِرَة من بَاب النَّصْر وَصعد القلعة من بَاب زويلة. ومولده فِي سنة تسع عشرَة. وَركب أَيْضا فِي سادسه. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: اشْتَدَّ الفحص عَن الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي وعوقب بعض الممالك حَتَّى هلك بِسَبَبِهِ. وَقبض على أصهاره وعوقب بَعضهم وَأخذت لَهُ أَشْيَاء وجدت لَهُ. وفيهَا تحرّك سعر الغلال وفشت الْأَمْرَاض فِي النَّاس من الحميات. وَفِي لَيْلَة السبت سادس عشره: زلزلت الْقَاهِرَة زَلْزَلَة كلمح الْبَصَر ثمَّ زلزلت كَذَلِك فِي لَيْلَة الْأَحَد. وَفِي حادي عشرينه: ألزم النَّاس أَن لَا يتعاملوا بِالذَّهَب الإفرنتي المشخص إِلَّا من حِسَاب كل دِينَار بمائتين وَعشْرين فُلُوسًا وَكَانَ آخر مَا اسْتَقر عَلَيْهِ الْحَال أَن الدِّينَار بمائتين وَخَمْسَة وَعشْرين فَلم يتَغَيَّر صرفه عَن ذَلِك مُدَّة إِلَى أثْنَاء هَذِه السّنة زَادَت الْعَامَّة فِي صرفه حَتَّى بلغ مِائَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فَأنْكر السُّلْطَان ذَلِك عِنْدَمَا بلغه ورسم أَن ينقص كل دِينَار عشرَة دَرَاهِم حَتَّى يبقي بمائتين وَعشْرين درهما فخسر النَّاس مَالا كثيرا. وَفِي ثامن عشرينه: قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا برخاء الأسعار وَكَثْرَة الأمطار وَأَن الشريف حسن بن عجلَان لم يُقَابل أَمِير الْحَاج ونزح عَن مَكَّة لما بلغه من الإرجاف بمسكه فَنُوديَ من يَوْمه بِعرْض الأجناد البطالين ليجهزوا إِلَى التجريدة بعد النَّفَقَة عَلَيْهِم لغزو مَكَّة فاستشنع ذَلِك. وَفِيه كبست عدَّة أَمَاكِن بِسَبَب جَانِبك الصُّوفِي فَلم يُوجد. وَفِي هَذِه السّنة: اشْتَدَّ غضب متملك الْحَبَشَة وَهُوَ أبرم - وَيُقَال لَهُ إِسْحَاق بن دَاوُد بن سيف أركد - بِسَبَب غلق كَنِيسَة قمامة بالقدس وَقتل عَامَّة من فِي بِلَاده من الرِّجَال الْمُسلمين واسترق نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادهمْ وعذبهم عذَابا شَدِيدا وَهدم مَا فِي مَمْلَكَته من الْمَسَاجِد وَركب إِلَى بِلَاد جبرت فَقَاتلهُمْ وَقتل عَامَّة من فِيهَا وسبى نِسَاءَهُمْ وذراريهم وَهدم مَسَاجِدهمْ فَكَانَت فِي الْمُسلمين ملحمة عَظِيمَة جدا لَا يُحْصى عدد من قتل فِيهَا. وَفِي هَذِه السّنة: حدث أَمر النَّاس فِي غَفلَة عَنهُ معرضون وَهُوَ أَنه أَخْبرنِي من لَا

<<  <  ج: ص:  >  >>