للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أتهم فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة. أَن الأرضية الَّتِي من طبعها إِفْسَاد الْكتب وَالثيَاب الصُّوف أكلت لَهُ بِنَاحِيَة مرج الزيات - ظَاهر الْقَاهِرَة - ألفا وَخَمْسمِائة قَتَّة دريس وَهَذَا الدريس يحملهُ خَمْسَة عشر جملا وَأكْثر. فَكثر تعجبي من ذَلِك وَمَا زلت أفحص عَنهُ على عادتي فِي الفحص عَن أَحْوَال الْعَالم حَتَّى وقفت على أَن ضَرَر الأرضة تعدى بِنَاحِيَة مرج الزيات فأتلفت الأخشاب وَالثيَاب عِنْدهم وقوى ضررها حَتَّى شاهدت تِلْكَ الأعوام حَوَائِط الْبَسَاتِين الَّتِي بِنَاحِيَة المطرية وَقد جددت الأرضية فِيهَا أخاديد طوَالًا. ثمَّ لما كَانَ بعد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة كثر عَبث الأرضة بالحسينية خَارج الْقَاهِرَة حَتَّى صَارَت أخشاب سقوف الدّور ترى مجوفة من داخلها فشرع أَرْبَابهَا فِي الْهدم حَتَّى أَتَوا على مُعظم تِلْكَ الديار والأرضة ضررها يفحش إِلَى أَن وصلت الدّور الَّتِي بِبَاب النَّصْر. وَقد كثر ضررها أَيْضا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. وَحدثت فِي هَذِه الأعوام بِمَكَّة أَيْضا وَفِي سقف الْكَعْبَة. وَلَقَد مر بِي قَدِيما فِي كتب الْحدثَان مِمَّا أنذر بِوُقُوعِهِ فِي هَذَا الزَّمَان أَن يُسَلط على النَّاس الْحَيَوَان الرَّدِيء فَكنت أفكر فِي ذَلِك زَمَانا وَأَقُول كَيفَ يُسَلط الْحَيَوَان على النَّاس وأحسب ذَلِك من جملَة مَا رمزوه حَتَّى كَانَ من أَمر الأرضة مَا كَانَ فَعلمت أَنَّهَا هِيَ الْحَيَوَان المعني ولعمري هَذَا أَمر لَهُ مَا بعده. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر تَاج الدّين فضل الله بن الرَّمْلِيّ نَاظر الدولة فِي حادي عشْرين صفر وباشر نظر الدولة عدَّة سِنِين وأناف على الثَّمَانِينَ وَسُئِلَ بالوزارة غير مرّة فَامْتنعَ. وَكَانَ من ظلمه الْكتاب الأقباط وفساقهم. وَقتل نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح قَاضِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة لَيْلَة السبت رَابِع عشْرين صفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>