للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نظر الدولة. وخدم ابْنه دَاوُد هَذَا فِي الجيزة ثمَّ لحق بِالشَّام وباشر نظر جَيش طرابلس. واتصل بالمؤيد شيخ المحمودي - هُوَ وَأَخُوهُ صَلَاح الدّين خَلِيل فولاه نظر الْجَيْش بِدِمَشْق. وَعمل أَخَاهُ صَلَاح الدّين فِي ديوانه فَقبض عَلَيْهِمَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وحملا إِلَى الْقَاهِرَة على حِمَارَيْنِ فِي أَسْوَأ حَال. ثمَّ أفرج عَنْهُمَا ففرا إِلَى دمشق. وَمَا زَالا فِي خدمَة شيخ حَتَّى قدم بهما إِلَى مصر وتسلطن فولي دَاوُد هَذَا نظر الْجَيْش ثمَّ ولاه ططر كِتَابَة السِّرّ. وَكَانَت تُؤثر عَنهُ فَضَائِل مِنْهَا أَنه يلازم الصَّلَاة وَصِيَام أَيَّام الْبيض من كل شهر ويتنزه عَن القاذورات الْمُحرمَة كَالْخمرِ واللواط وَالزِّنَا وَيتَصَدَّق كل يَوْم على الْفُقَرَاء إِلَّا أَنه كَانَ متعاظماً صَاحب حجاب وَإِعْجَاب مَعَ بعد عَن جَمِيع الْعُلُوم. وَلكنه فِي الْأَلْفَاظ ذُو شح زَائِد وحفظت عَلَيْهِ أَلْفَاظ تكلم بهَا سخر النَّاس مِنْهَا زَمَانا وهم يتناقلونها وَكَانَ مهاباً إِلَى الْغَايَة مُتَمَكنًا فِي الدولة موثوقاً بِهِ فِيهَا بِحَيْثُ مَاتَ وَلَا أحد أعلا رُتْبَة مِنْهُ. وَمَات قَاضِي الْقُضَاة مجد الدّين سَالم بن سَالم بن أَحْمد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشْرين ذِي الْقعدَة وَقد بلغ الثَّمَانِينَ وابتلى بالزمانة والعطلة عدَّة سِنِين وَكَانَ يعد من نبهاء الْحَنَابِلَة وخيارهم. وباشر الْقَضَاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>