للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كاشف الجيزة. ورحل الركب الأول فِي ثَانِي عشرينه وَتَبعهُ الْمحمل بِبَقِيَّة الْحجَّاج فِي ثَالِث عشرينه. وَفِي يَوْم السبت تَاسِع عشرينه: حضر الْأُمَرَاء الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة على الْعَادة ونزلوا إِلَى دُورهمْ فاستدعى السُّلْطَان جمَاعَة مِنْهُم لطعام عمله مِنْهُم الْأَمِير الْكَبِير بيبغا المظفري فَلَمَّا صَار بالقلعة قبض عَلَيْهِ وَقيد وَأنزل فِي النّيل حَتَّى سجن بالإسكندرية. وَقد كَانَت الإشاعة مُنْذُ أَيَّام بتنكر مَا بَينه وَبَين السُّلْطَان وَأَنه صَار لَهُ حزب. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كَانَ أَوَان جذاذ النّخل فَلم يُثمر كَبِير شَيْء وأمحل النّخل أَيْضا بِبِلَاد الصَّعِيد حَتَّى عز وجود التَّمْر هُنَاكَ. وَتلف الموز فِي هَذِه السّنة بدمياط وَقل وجوده بأسواق الْقَاهِرَة أَو فقد. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي رابعه: خلع الْأَمِير قجق أَمِير سلَاح. وَاسْتقر أَمِيرا كَبِيرا عوضا عَن بيبغا المظفري. وخلع على الْأَمِير إينال النوروزي أَمِير مجْلِس وَاسْتقر أَمِير سلَاح عوضا عَن قجق. وأنعم بإقطاع بيبغا المظفري - ومتحصله فِي السّنة مبلغ سِتِّينَ ألف دِينَار - على تغري برمش نَائِب القلعة وعَلى أينال الجكمي وَهُوَ بطال بالقدس وَكتب بإحضاره. وتغري برمش هَذَا من جملَة تركمان بهسني اسْمه حُسَيْن خدم بحلب فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق بِبَاب نائبها الْأَمِير تغري برمش. وتنقل فِي الخدم حَتَّى صَار فِي الْأَيَّام المؤيدية شيخ دوادار الْأَمِير جقمق الدوادار. فَلَمَّا تسلطن الْملك الْأَشْرَف برسباي اخْتصَّ بِهِ وَجعله من جملَة الْأُمَرَاء. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامنه: خلع على شمس الدّين مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَاسْتقر قَاضِي الْقُضَاة عوضا عَن الشَّيْخ الْحَافِظ شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر فَغير زيه. وَهَذِه الْمرة الرَّابِعَة فِي تَغْيِير زيه فَإِنَّهُ كَانَ أَولا يتزيا بزِي الْعَجم فيلبس عِمَامَة عوجاء بعذبة عَن يسَاره. فَلَمَّا ولي قَضَاء الْقُضَاة لبس الْجُبَّة وَجعل الْعِمَامَة كَبِيرَة وأرخى العذبة من بَين كَتفيهِ. فَلَمَّا ولي كِتَابَة السِّرّ تزيا بزِي الْكتاب وَترك زِيّ الْقُضَاة فضيق كمه وَجعل عمَامَته صَغِيرَة مُدَوَّرَة ذَات أضلاع وَترك العذبة وَصَارَ على عُنُقه طوق وَلبس الذَّهَب الْحَرِير وَلم يخْش الله وَلَا استخفى من النَّاس. فَلَمَّا أُعِيد إِلَى الْقَضَاء ثَانِيًا خلع زِيّ الْكتاب وتزيا - بزِي الْقُضَاة وَكَانَ ضخماً بطيناً ألحي فَأشبه فِي حالاته هَذِه الصفاعتة من المخايلين الَّذين يَضْحَكُونَ أهل المجانة والهزو وماذا بِمصْر من المضحكات {} .

<<  <  ج: ص:  >  >>