وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشره: نُودي على النّيل بِزِيَادَة إِصْبَعَيْنِ لتتمة خَمْسَة عشر ذِرَاعا وَأَرْبَعَة عشر لإصبعاً ثن نقص من آخر النَّهَار نَحْو أَرْبَعَة أَصَابِع فَأصْبح النَّاس فِي قلق وطلبوا الْقَمْح لِيَشْتَرُوهُ فَأمْسك من عِنْده شَيْء مِنْهُ يَده عَن البيع وضن بِهِ فَاشْتَدَّ طلبه إِلَّا أَن الله فرج وَزَاد فِي آخر يَوْم الْأَحَد. وَنُودِيَ عَلَيْهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشره برد مَا نقص وَزِيَادَة إِصْبَع. واستمرت الزِّيَادَة حَتَّى كَانَ الْوَفَاء فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْمُبَارك حادي عشرينه وَهُوَ ثَالِث عشر من مسرى فَفتح الخليج على الْعَادة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: سَار مقَاتل فِي بَحر القلزم إِلَى مَكَّة المشرفة. شهر شَوَّال أَوله السبت: فِي رابعه: ابتدئ بِحَفر صهريج بوسط الْجَامِع الْأَزْهَر فَوجدت فِيهِ أثار فسقية قديمَة فَلَمَّا أزيلت وجد - بعد مَا حفر - عدَّة أموات. وَفِيه قدم الْخَيْر بِأَن أَبَا فَارس عبد الْعَزِيز بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد - صَاحب تونس وبلاد إفريقية - جهز ابْنه الْمُعْتَمد أَبَا عبد الله مُحَمَّدًا من بجاية فِي عَسْكَر إِلَى مَدِينَة تلمسان فحارب ملكهَا أَبَا عبد الله عبد الْوَاحِد بن أبي مُحَمَّد عبد الله بن أبي حمو مُوسَى حروباً كَثِيرَة حَتَّى ملكهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة وخطب لنَفسِهِ ولأبيه فَزَالَتْ دولة بني عبد الواد من تلمسان بعد مَا ملكت مائَة وَثَمَانِينَ سنة. وانتهت زِيَادَة النّيل إِلَى سَبْعَة عشر ذِرَاعا واثني عشر إصبعاً. ووقفت الزِّيَادَة خامسه وَنقص إِلَى يَوْم الْأَحَد تاسعه زَاد إِلَى يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشره فَبلغ سَبْعَة عشر إصبعاً من ثَمَانِيَة عشر إصبعاً من ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا. وَنقص فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشره وَكَانَ قد تَأَخّر فتح سد بَحر أبي المنجا عَن عَادَته هُوَ وَغَيره مِمَّا يفتح فِي يَوْم النوروز لتأخر وَفَاء النّيل. فَلَمَّا فتحت نقص المَاء وقلق النَّاس من ذَلِك وطلبوا الْقَمْح لِيَشْتَرُوهُ فَزَاد سعر الأردب عشرَة دَرَاهِم. وَفِي خَامِس عشره: ابتدئ بهدم الرّبع الْمَعْرُوف بوقف الشهباني تجاه الْجَامِع الأشرفي بِرَأْس الخراطين. وَقد استبدل بِهِ لتشعث بنائِهِ وَخَوف سُقُوطه. وَفِي عشرينه: خرج محمل الْحَاج إِلَى جِهَة بركَة الْحجَّاج صُحْبَة الْأَمِير قرا سنقر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute