للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصر وَالشَّام نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة فَإِنَّهُ فر من ضائقة نزلت بِهِ إِلَى مَدِينَة برصا فَأكْرمه أَبُو يزِيد بن عُثْمَان ونوه بِهِ حَتَّى حاربه تيمورلنك وأسره فتحول ابْن الْجَزرِي من بِلَاد الرّوم إِلَى سَمَرْقَنْد فِي خدمَة تيمور وَأقَام ببلادهم حَتَّى قدم فِي هَذِه الْأَيَّام. وَفِي رَابِع عشرينه: نُودي على النّيل وَقد جَاءَت الْقَاعِدَة سِتَّة أَذْرع وَعشْرين إصبعاً. شهر شعْبَان أَوله الْأَرْبَعَاء: فِيهِ تتبعت البغايا وألزمن بالزواج وَأَن لَا يُزَاد فِي مهورهن على أَرْبَعمِائَة دِرْهَم من الْفُلُوس تعجل مِنْهَا مِائَتَان وتؤجل مِائَتَان. وَنُودِيَ بذلك فَلم يتم مِنْهُ شَيْء. وَفِيه ابتدئ بِقِرَاءَة صَحِيح البُخَارِيّ بَين يَدي السُّلْطَان وحضرة الْقُضَاة ومشايخ الْعلم والهروي وَابْن الْجَزرِي وَكَاتب السِّرّ نجم الدّين بن حجي ونائبه بدر الدّين مُحَمَّد بن مزهر وزين الدّين عبد الباسط نَاظر الْجَيْش وَالْفُقَهَاء الَّذين رتبهم الْمُؤَيد. فاستجد فِي هَذِه السّنة حُضُور كَاتب السِّرّ ونائبه وَحُضُور نَاظر الْجَيْش. وَكَانَت الْعَادة من أَيَّام الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن أَن يبْدَأ بِقِرَاءَة البُخَارِيّ أول يَوْم من شهر رَمَضَان ويحضر قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي وَالشَّيْخ سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ وَطَائِفَة قَليلَة الْعدَد لسَمَاع الحَدِيث فَقَط. وَيخْتم فِي سَابِع عشرينه ويخلع على قَاضِي الْقُضَاة ويركب بغلة رائعة بزناري تخرج لَهُ من الاصطبل السلطاني وَلم يزل الْأَمر على هَذَا حَتَّى لسلطن الْمُؤَيد شيخ فابتدأ الْقِرَاءَة من أول شهر شعْبَان إِلَى سَابِع عشْرين شهر رَمَضَان. وَطلب قُضَاة الْقُضَاة الْأَرْبَع ومشايخ الْعلم وَقرر عدَّة من الطّلبَة يحْضرُون أَيْضا فَكَانَت تقع بَينهم بحوث يسيء بَعضهم على بعض فِيهَا إساءات مُنكرَة فَجرى السُّلْطَان الْأَشْرَف برسباي على هَذَا واستجد كَمَا ذكرنَا حُضُور المباشرين وَكثر الْجمع. وَصَارَ الْمجْلس جَمِيعه صياحاً ومخاصمات يسخر مِنْهَا الْأُمَرَاء وأتباعهم. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر الوباء بدمياط فَمَاتَ عدد كثير. شهر رَمَضَان أَوله الْخَمِيس: وَفِي رابعه: أخرج الْأَمِير أرغون شاه أستادار والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي وافي من الْقَاهِرَة إِلَى دمشق بطالين. وَفِي تاسعه: سَار غائبان من سَاحل بولاق خَارج الْقَاهِرَة وَقد قدما مُنْذُ أَيَّام أَحدهمَا من الْإسْكَنْدَريَّة وَالْآخر من دمياط وأشحنا بالمقاتلة والأسلحة. وَأنزل فيهمَا ثَمَانُون مَمْلُوكا وَأمرُوا أَن يشيروا فِي بَحر الْملح من جِهَة طرابلس ويأخذوا من سواحل الشَّام عدَّة أغربة عَسى أَن يَجدوا من يتجرم فِي الْبَحْر من الفرنج.

<<  <  ج: ص:  >  >>