شهر الْمحرم أَوله الْخَمِيس: فِي ثَانِيه: قدم مبشروا الْحَاج وأخبروا بسلامتهم، ورخاء الأسعار بِمَكَّة، وَأَنه لم يقدم من الْعرَاق حَاج. وَفِي رَابِع عشرينه: قدم الركب الأول. ثمَّ قدم من الْغَد الْمحمل بِبَقِيَّة الْحَاج وَمَعَهُمْ الشريف رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان فِي الْحَدِيد وَقد قبض عَلَيْهِ الْأَمِير قرقماس. بِمَكَّة. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: رسم بتجهيز عَسْكَر يتَوَجَّه إِلَى مَكَّة وَنُودِيَ بذلك فِي الْقَاهِرَة. وَفِي تَاسِع عشرينه: نزل السُّلْطَان إِلَى جَامعه وكشف عمائره وَدخل الْجَامِع الْأَزْهَر لرؤية الصهريج وزار بِهِ الشَّيْخ خَليفَة وَالشَّيْخ سعيد وهما من المغاربة لَهما بالجامع الْأَزْهَر عدَّة سِنِين وشهرًا بِالْخَيرِ. ثمَّ خرج من الْجَامِع إِلَى دَار رجل يعرف بالشيخ مُحَمَّد بن سُلْطَان فزاره وَعَاد إِلَى القلعة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: وَقع الشُّرُوع فِي عمل مراكب حربية لغزو بِلَاد الفرنج. وَفِيه صرف صدر الدّين أَحْمد بن المحجمي عَن نظر الجوالي وأضيف نظرها إِلَى القَاضِي زين الدّين عبد الباسط نَاظر الجيوش. وَكَانَت الجوالي قد كثر الْمُرَتّب عَلَيْهَا للنَّاس من أهل الْعلم وَغَيرهم حَتَّى لم تف بمالهم. شهر صفر أَوله السبت: فِي حادي عشرينه: ركب السُّلْطَان فِي طَائِفَة يسيرَة بِثِيَاب جُلُوسه كَمَا قد صَارَت عَادَته. وكشف الطريدة الحربية الَّتِي تعْمل بساحل بولاق وَسَار وَقد تلاحق بِهِ بعض أهل الدولة حَتَّى مر على جَزِيرَة الْفِيل إِلَى التَّاج. وَنزل بالمنظرة الَّتِي أَنْشَأَهَا الْمُؤَيد شيخ فَوق الْخمس وُجُوه. ثمَّ سَار فِي أَرض الخَنْدَق إِلَى خليج الزَّعْفَرَان وَتوجه إِلَى القلعة. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشرينه: خلع على الشَّيْخ محب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ جلال الدّين نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر التسترِي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ. وَاسْتقر قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَابِلَة بعد موت عَلَاء الدّين عَليّ بن مغلي. ومحب الدّين هَذَا قدم من بَغْدَاد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على مَشَايِخ الْوَقْت ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَغَيره. وَقدم أَبوهُ من بَغْدَاد باستدعائه فنزله الظَّاهِر