للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لذَلِك فَصَارَت جدة من حِينَئِذٍ بندرًا عَظِيما إِلَى الْغَايَة وَبَطل بندر عدن إِلَّا قَلِيلا. وَلم تكن جدة مرسي إِلَّا من سنة سِتّ وَعشْرين من الْهِجْرَة فَإِن عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ اعْتَمر فِيهَا فَكَلمهُ موَالِيه أَن يحول السَّاحِل إِلَى جدة وَكَانَ فِي الشعيبة فِي الْجَاهِلِيَّة فحوله إِلَى جدة وَمن كَانَ وَرَاء قديد يحملون من الْجَار والأبواء وَكَانَ مَا يحمل إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع قوت أهل الْحَرَمَيْنِ وعيشهم. وَفِي تاسعه: عدي السُّلْطَان النّيل فِي الحراقه وَنزل بِنَاحِيَة وسيم وَعَاد إِلَى القلعة فِي سادس عشره. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كمل الصهريج الَّذِي عمله السُّلْطَان بِصَحْنِ الْجَامِع الْأَزْهَر وبنيت بأعلاه مصطبة فَوْقهَا قبَّة برسم تسبيل المَاء وغرس بِصَحْنِ الْجَامِع أَربع شجرات نارنج فَلم تفلح وَهَلَكت من الذُّبَاب. وَفِيه أَيْضا كملت الزِّيَادَة الَّتِي تولى عمارتها الْأَمِير تَاج الدّين الشويكي. بميضات الْجَامِع الْأَزْهَر فَعظم النَّفْع بهَا. شهر ربيع الآخر أَوله الثُّلَاثَاء: فِي سَابِع عشره: قدم الْأَمِير سودن من عبد الرَّحْمَن نَائِب الشمام فَخلع عَلَيْهِ وجاءته تقادم الْأُمَرَاء وَتوجه إِلَى نيابته فِي سادس عشرينه. وَفِي هَذَا الشَّهْر: الشَّهْر ابتدئ بِعَمَل طريدتين حربيتين لتتمة أَربع طرائد وأنشئت بساحل بولاق فِيمَا انحسر مَاء النّيل عَنهُ تجاه جَامع الخطيري وَأخذت لَهَا أخشاب كَثِيرَة من قُصُور سرياقوس وَفِيه أَيْضا كمل بِنَاء الحوانيت وَالرّبع فَوْقهَا والتربيعة الَّتِي زيدت فِي الوراقين. وَفتح لَهَا بَاب كَبِير من آخر سوق المهامزيين. وَقَامَ بعمارة ذَلِك الْأَمِير جَانِبك فجَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>