للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة والبحيرة وَالْوَجْه القبلي. وبينما النَّاس مستبشرين بنصر الله على أعدائه إِذْ قدم الْخَبَر فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشره بوصول الْغُزَاة إِلَى الطينة فَكثر القلق. وَكَانَ من خَيرهمْ أَنهم لما توجهوا من سَاحل بولاق مروا على دمياط إِلَى طرابلس وتوجهوا مِنْهَا فِي بضع وَأَرْبَعين مركبا إِلَى جَزِيرَة الماغوصة فخيموا فِي برهَا الغربي وَقد خَافَ متملكها وَبعث بِطَاعَتِهِ للسُّلْطَان فَبَلغهُمْ تهيؤ صَاحب قبرس للقائهم واستعداداً لمحاربتهم فَبَاتُوا بمخيمهم على الماغوصة لَيْلَة الْأَحَد الْعشْرين من شهر رَمَضَان. وشنو من الْغَد - يَوْم الْأَحَد - الغارات على مَا فِي غربي قبرس من الضّيَاع وعادوا بغنائم كَثِيرَة بعد مَا قتلوا وأسروا وحرقوا. ثمَّ أقلعوا لَيْلَة الْأَرْبَعَاء يُرِيدُونَ الملاحة وَتركُوا فِي الْبر أَرْبَعمِائَة من الرِّجَال يَسِيرُونَ بحذائهم فَقتلُوا وأسروا وحرقوا. ثمَّ ركبُوا الْبَحْر وَقد وافاهم صباحا الفرنج فِي عشرَة أغربة وقرقورة فَلم يثبتوا وانهزموا من غير حَرْب. فأرسى الْمُسلمُونَ بساحل الملاحة. وللحال كرت أغربة الفرنج رَاجِعَة إِلَيْهِم فَقَاتلهُمْ الْمُسلمُونَ قتالاً شَدِيدا وهزموهم. وباءوا لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشرينه فَأقبل بكرَة يوه الْجُمُعَة خَامِس عشرينه عَسْكَر قبرس وَعَلَيْهِم أَخُو الْملك فقاتله نصف الْعَسْكَر الإسلامي أَشد قتال وهزموه بعد مَا كَادُوا أَن يؤخذوا وَقتلُوا من الفرنج مقتلة كَبِيرَة وأخرجوا الْخُيُول من الْمركب إِلَى الْبر فِي لَيْلَة السبت وَسَارُوا بكرَة يَوْم السبت يقتلُون وَيَأْسِرُونَ ويحرقون الْقرى حَتَّى ضَاقَتْ مراكبهم عَن حمل الأسرى وامتلأت أيديها بالغنائم فَكتب الْأَمِير جرباش الكريمي - حَاجِب الْحجاب ومقدم العساكر المجاهدة - إِلَى الْأَمِير قصروه نَائِب طرابلس بذلك صُحْبَة قَاصد بعثة من الْغُزَاة ليَأْتِيه بخبرهم فَكتب الْأَمِير قصروه كتابا إِلَى السُّلْطَان وَفِي طيه كتاب حرباش إِلَيْهِ فقرئ كَمَا تقدم ذكره. ثمَّ إِن الْعَسْكَر خَافَ من متملك قبرس فَإِنَّهُ قد جمع واستعد فَرَأى جرباش أَن يعود بهم فَسَار حَتَّى أرسى على الطينة قَرِيبا من قطيا وَمن دمياط. وَفِي ثَالِث عشره: أفرج عَن الْأَمِير بيبغا المظفري وَنقل من سجن الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى دمياط وجهز إِلَيْهِ فرس ليركبه هُنَاكَ. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشره: كَانَ نوروز القبط بِمصْر وَمَاء النّيل على ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا وَثَمَانِية إصبعا. وَهَذَا مِمَّا يستعظم قدره فِي هَذَا الْوَقْت. وَفِي خَامِس عشرينه: قدم الْغُزَاة بِأَلف وَسِتِّينَ أَسِيرًا فَبَاتُوا بساحل بولاق وصعدوا بكرَة يَوْم الْأَحَد سادس عشرينه إِلَى القلعة وَبَين أَيْديهم الأسرى والغنائم وهب على مائَة وَسبعين حمالاً وَأَرْبَعين بغلاً وَعشرَة جمال مَا بَين خرج وصناديق

<<  <  ج: ص:  >  >>