للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي هَذَا الشَّهْر: انْتَهَت زِيَادَة النّيل إِلَى عشْرين ذِرَاعا سَوَاء. وَفِيه ارْتَفع سعر الْقَمْح حَتَّى تجَاوز الأردب مِائَتي دِرْهَم من الْفُلُوس. وَفِيه هدم السُّلْطَان خرائب الططر بقلعة الْجَبَل وَكَانَت خطا كَبِيرا يشْتَمل عل مسَاكِن عديدة فسوى بهَا جَمِيعهَا الأَرْض. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشرينه: نُودي على الْفُلُوس أَن يتعامل النَّاس بهَا من حِسَاب اثْنَي عشر درهما الرطل. وَكَانَت قد قلت وَعز وجودهَا لشح النَّاس بإخراجها فربح من كَانَ عِنْده مِنْهَا شَيْء وخسر من لَهُ مطالبات فَإِنَّهُ صَار درهمه نصفا. شهر ذِي الْحجَّة أَوله السبت. فِي سابعه: اتّفقت حَادِثَة شنعاء وَهِي أَن الْخبز قل وجوده فِي الْأَسْوَاق فَعنده خرج بدر الدّين مَحْمُود العينتابي - محتسب الْقَاهِرَة - من دَاره سائراً إِلَى القلعة صاحت عَلَيْهِ الْعَامَّة واستغاثوا بالأمراء وَشَكوا إِلَيْهِم الْمُحْتَسب فعرج عَن الشَّارِع وطلع إِلَى القلعة وَهُوَ خَائِف من رجم الْعَامَّة لَهُ وشكاهم إِلَى السُّلْطَان. وَكَانَ يخْتَص بِهِ وَيقْرَأ لَهُ فِي اللَّيْل تواريخ الْمُلُوك ويترجمها لَهُ بالتركية. فحنق السُّلْطَان وَبعث طَائِفَة من الْأُمَرَاء إِلَى بَاب زويلة فَأخذُوا على الْمَارَّة أَفْوَاه السكَك ليقبضوا على النَّاس. فرجى بعض العبيد أحد الْأُمَرَاء بِحجر أَصَابَهُ فَقبض عَلَيْهِ وَضرب. وَقبض على جمَاعَة كَبِيرَة من النَّاس وأحضروا بَين يَدي السُّلْطَان فرسم بتوسيطهم ثمَّ أسلمهم إِلَى الْوَالِي فضربهم وَقطع آنافهم وآذانهم وسجنهم لَيْلَة السبت. ثمَّ عرضوا من الْغَد على السُّلْطَان فأفرج عَنْهُم - وعدتهم اثْنَان وَعِشْرُونَ رجلا من المستورين - مَا بَين شرِيف وتاجر فَتَنَكَّرت الْقُلُوب من أجل ذَلِك وَانْطَلَقت الْأَلْسِنَة بِالدُّعَاءِ وَغَيره. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: ارْتَفع سعر اللَّحْم وَعدم أَيَّامًا من الْأَسْوَاق. وارتفع سعر الْقَمْح أَيْضا وَعز وجوده مَعَ كثرته بالشون والمخازن وعلو النّيل وثباته. وَفِي حادي عشرينه: خلع على شهَاب الدّين أَحْمد بن صَلَاح الدّين بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن المحمرة وَاسْتقر فِي مشيخة الخانكاة الصلاحية سعيد السُّعَدَاء بعد وَفَاة شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد البيري الْمَعْرُوف بأخي جمال الدّين الأستادار. وَابْن المحي هَذَا كَانَ أَبوهُ سمساراً فِي الغلال بساحل بولاق وَعَمه طحاناً وَولد هُوَ بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَقَرَأَ عدَّة كتب مَا بَين فقه وَنَحْو وَغَيره واشتغل على شُيُوخ الْعَصْر حَتَّى برع فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي. وشارك فِي فنون وَجلسَ فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>