وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ: هَذَا خلع على الْأَمِير أينال الششماني وَاسْتقر فِي حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن بدر الدّين مَحْمُود العينتابي. وَفِي تَاسِع عشره: قدم الشريف رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان وَقد أفرج عَنهُ من سجنه بالإسكندرية. وَفِي عشرينه: منع قُضَاة الْقُضَاة الْأَرْبَع من الْإِكْثَار من نواب الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَأَن لَا يزِيد الشَّافِعِي على عشرَة نواب وَلَا يزِيد الْحَنَفِيّ على ثَمَانِيَة وَلَا الْمَالِك على سِتَّة وَلَا الْحَنْبَلِيّ على أَرْبَعَة فَعمل بذلك مُدَّة أَيَّام وعادوا لما نهوا من الاستكثار مِنْهُم وَلَو كَانَ ذَلِك من الْخَيْر لنَقص. وَفِي ثَالِث عشرينه: قدم الركب الأول من الْحجَّاج وتتابع قدومهم حَتَّى قدم الْأَمِير تغري بردي المحمودي رَأس نوبَة بالمحمل وَتَبعهُ ساقة الْحَاج وهم فِي ضرّ وبؤس شَدِيد من غلاء الأسعار وَقدم مَعَه أَيْضا الْأَمِير قرقماس الْمُقِيم هَذِه الْمدَّة بِمَكَّة وَقدم الشريف حسن بن عجلَان فَأكْرم ثمَّ خلع عَلَيْهِ سَابِع عشرينه وَاسْتقر فِي إِمَارَة مَكَّة على عَادَته وألزم بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار فَبعث قاصده إِلَى مَكَّة حَتَّى يحصرها وَأقَام هُوَ بِالْقَاهِرَةِ رهينة وَلم يَقع فِي الدولة الإسلامية مثل هَذَا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر موت الجاموس وَلذَلِك قلت الألبان والأجبان. وَفِيه تَجَدَّدَتْ على الْحجَّاج مظْلمَة لم تعهد من قبل وَذَلِكَ أَنه منع التُّجَّار أَيَّام الْمَوْسِم أَن يتوجهوا من مَكَّة إِلَى بِلَاد الشَّام. مِمَّا ابتاعوه من أَصْنَاف تِجَارَات الْهِنْد وألزموا أَن يَسِيرُوا مَعَ الركب إِلَى مصر حَتَّى يُؤْخَذ مِنْهُم مكوس مَا مَعَهم فَلَمَّا نزل الْحجَّاج بركَة الْحَاج وَخرج مباشرو الْحَاج وأعوانهم واشتدوا على جَمِيع القادمين من التُّجَّار وَالْحجاج واستقصوا تفتيش محايرهم وأحمالهم وأخرجوا سَائِر مَا مَعَهم من الْهَدِيَّة وَأخذُوا مكسها حَتَّى أخذُوا من الْمَرْأَة الفقيرة مكس النطع الصَّغِير عشرَة دَرَاهِم فُلُوسًا وَأما التُّجَّار فَإِنَّهُ كَانَ أخرج إِلَيْهِم فِي السّنة الخالية بعض مسالمة الأقباط من الْقَاهِرَة - كَمَا تقدم ذكره - فوصل إِلَى مَكَّة وَمضى إِلَى جدة بأعوانه فضبط مَا وصل فِي المراكب من بِلَاد الْهِنْد وهرمز من أَصْنَاف المتجر وَأخذ مِنْهَا العشور فَقدم فِي المراكب الْهِنْدِيَّة إِلَى جدة فِي هَذِه السّنة زِيَادَة على أَرْبَعِينَ مركبا تحمل أَصْنَاف البضائع وَذَلِكَ أَن التُّجَّار وجدوا رَاحَة بجدة بِخِلَاف مَا كَانُوا يَجدونَ بعدن فتركوا بندر عدن واستجدوا بندر جدة عوضه فاستمر بندر جدة عَظِيما وتلاشى أَمر عدن من أجل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute