وَفِي سادسه: أخرج الْأَمِير أزدمر شاية أحد الْأُمَرَاء الألوف إِلَى حلب على إمرة وَكَانَ من أقبح وَفِي يَوْم السبت ثامنه: خلع على نجم الدّين عمر بن حجي وأعيد إِلَى قَضَاء دمشق عوضا عَن الشريف شهَاب الدّين أَحْمد بعد مَا حمل عينا وَأهْدى أصنافاً بِنَحْوِ عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يفد وعزل. وَفِي هَذَا الشَّهْر: منع الْأُمَرَاء وَنَحْوهم من حماية أحد على مباشري السُّلْطَان ورميت البضائع على جماعات فكثرت خسائرهم فِيهَا مَعَ الغرامة. وَفِيه أبيع بالإسكندرية فلفل للديوان على تجار الفرنج ثمَّ رسم بِزِيَادَة ثمنه عَلَيْهِم وَقد سافروا بِهِ فكلف قناصلتهم الْقيام عَنْهُم بذلك. وَفِيه قدم التُّجَّار الَّذين تبضعوا بِمَكَّة ليسافروا ببضائعهم إِلَى الشَّام فمنعوا من ذَلِك ألزموا بمجيئهم إِلَى مصر حَتَّى يُؤْخَذ مِنْهُم مكسها للخاص وَحَتَّى يُبَاع بِالشَّام متجر الدِّيوَان فَأَصَابَتْهُمْ بذلك بلايا عديدة. وَفِيه اشتدت مُطَالبَة أهل الْخراج بِمَا عَلَيْهِم من الْخراج والمغارم. وَفِيه حصل الْعَنَت على الذِّمَّة فِي إلزامهم بأَشْيَاء حرجة فَلم يتم ذَلِك لاخْتِلَاف الآراء. وَفِي سَابِع عشره: سَافر قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين عمر بن حجي بعد مَا خلع عَلَيْهِ خلعة السّفر. وَفِيه سَار أزدمر شاية إِلَى حَيْثُ نفي. وَقدم الركب الأول من الْغَد ثمَّ قدم الْمحمل فِي رَابِع عشرينه بِبَقِيَّة الْحَاج. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشرينه: توجه الشريف شهَاب الدّين أَحْمد عَائِدًا إِلَى دمشق بِغَيْر وَظِيفَة على أَن يقوم بِخَمْسَة آلَاف دِينَار سوى مَا حمل أَولا وآخراً وَهُوَ مبلغ سَبْعَة وَعشْرين ألف دِينَار وَجُمْلَة مَا حمله غَرِيمه نجم الدّين عمر بن حجي فِي تِلْكَ المدد سِتُّونَ ألف دِينَار وَهَذَا الشَّيْء لم نعهد مثله وَإِن هَذَا لمحض الْفساد وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَفِي هَذَا الشَّهْر: حدثت زَلْزَلَة بِجَزِيرَة درحت الْمُجَاورَة الرَّمْز من الْبَحْرين فَخسفَ بِبَعْض إصطبل السُّلْطَان وبدار القَاضِي وانفرج جبل بِالْقربِ مِنْهُم فَروِيَ فِيمَا انفرج مِنْهُ فيران فِي قدر الْكلاب وَورد الْخَبَر بذلك إِلَى دمشق فِي كتاب من يوثق بِهِ.