للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر صفر أَوله الْأَحَد: فِي سادسه: خلع على شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الدايم بن مُوسَى الْبرمَاوِيّ الشَّافِعِي وَاسْتقر فِي تدريس الصلاحية بالقدس عوضا عَن شمس الدّين مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَكَانَ شاغراً مُنْذُ وَفَاته. وَهَذَا الْبرمَاوِيّ كَانَ أَبوهُ يتعيش بتعليم الصّبيان الْقِرَاءَة وَنَشَأ ابْنه هَذَا فِي طلب الْعلم فبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو وَغير ذَلِك وَتعلق بِصُحْبَة الْجلَال مُحَمَّد ابْن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء وحاول أَن يكون من نواب الْقُضَاة فِي أَيَّام الْجلَال عبد الرَّحْمَن البُلْقِينِيّ فَأذن لَهُ فِي الحكم ثمَّ عَزله وطالت مدَّته فِي الخمول صَغِيرا وشاباً وكهلا فتحول إِلَى دمشق فَنَوَّهَ بِهِ نجم الدّين عمر بن حجي واستنابه واختص بِهِ فحسنت حَاله وتحول فِي النعم إِلَى أَن قدم مَعَ ابْن حجي وَولي كِتَابَة السِّرّ رفع من مِقْدَاره ورتب لَهُ مَا يقوم بِهِ فارتفع بَين النَّاس قدره حَتَّى اسْتَقر فِي الصلاحية. وَفِي سابعه: نُودي بِمَنْع النَّاس من الْمُعَامَلَة بِالدَّرَاهِمِ البندقية وَهِي فضَّة عَلَيْهَا شخوص من ضروب الفرنج تعامل النَّاس بهَا من سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وبالعدد وبالوزن ورسم بِحمْل مَا فِي أَيدي النَّاس مِنْهَا إِلَى دَار الضَّرْب لتسبك دَرَاهِم أشرفية عَلَيْهَا صَكَّة الْإِسْلَام فَجرى النَّاس على عَادَتهم فِي الْإِصْرَار والاستهانة بمراسيم الْحُكَّام وتعاملوا بهَا إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم. وَفِي ثامنه: قدم الْأَمِير سودن من عبد الرَّحْمَن نَائِب الشَّام فَخلع عَلَيْهِ وَقدم للسُّلْطَان مبلغ خَمْسَة عشر ألف دِينَار أفرنتية وقماشاً وفرواً بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَتوجه عَائِدًا إِلَى مَحل كفَالَته على عَادَته فِي ثَالِث عشرينه. وَفِيه قدم الطواشي افتخار الدّين ياقوت - مقدم المماليك - من مَكَّة بمبلغ ثَلَاثَة عشر ألف دِينَار مِمَّا ألزم بِهِ الشريف بَرَكَات بن حسن بن عجلَان وَكَانَ قد تَأَخّر بعد الْحَج بِمَكَّة حَتَّى وَفِي هَذِه الْأَيَّام: عز وجود اللَّحْم بالأسواق وفقد أَيَّامًا وَقل وجود اللَّبن والجبن وغلا سعر الْحَطب حَتَّى أبيع بمثلي ثمنه مُنْذُ شهر. هَذَا وَالْوَقْت شتاء والبهائم مرتبطة على الرّبيع وَعَادَة مصر فِي زمن ربيعها أَن يكثر وجود اللَّبن والجبن ويرخص ثمنهَا. غير أَن سيرة وُلَاة الْأُمُور وَقلة معرفتهم بِمَا ولوه وَفَسَاد الرّعية اقْتضى ذَلِك. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخه: جَاءَ جَراد سد الْأُفق لكثرته وانتشر إِلَى نَاحيَة طرا وَقد أضرّ بِبَعْض الزروع فَأرْسل الله عَلَيْهِ ريحًا مريسية ألقته فِي النّيل ومزقته حَتَّى هلك عَن آخِره وَللَّه الْحَمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>