للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر ربيع الأول أَوله الثُّلَاثَاء: أهل والأمراض من النزلات والسعال والجدري فَاشِية فِي النَّاس بِحَيْثُ لَا يَخْلُو بَيت من عدَّة مرضى إِلَّا أَنَّهَا سليمَة الْعَاقِبَة فِي الْغَالِب يَزُول بعد أُسْبُوع. هَذَا وَالْوَقْت شتاء. وَقدم الْخَبَر بِكَثْرَة الوباء بِبِلَاد صفد. وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة رابعه: كَانَ المولد النَّبَوِيّ بِالْقصرِ عِنْد السُّلْطَان وَحضر الْأُمَرَاء والقضاة ومشايخ الْعلم ومباشروا الْعلم والدولة على الْعَادة فَكَانَ الَّذِي عمل فِي السماط عشرَة كباش ذبحت ثمَّ طبخ لَحمهَا وَمد بعد سماط الطَّعَام سماط الْحَلْوَى. وَفِي يَوْم السبت سادس عشرينه: أفرج عَن جينوس بن جاك متملك قبرس من سجنه بقلعة الْجَبَل وخلع عَلَيْهِ وأركب فرسا بقماش ذهب وَنزل إِلَى الْقَاهِرَة فِي موكب فَأَقَامَ فِي دَار أعدت لَهُ وَصَارَ يمر فِي الشوارع ويزور كنائس النَّصَارَى ومعابدهم ويمض فِي أَحْوَاله بِغَيْر حجر عَلَيْهِ وَقد أجْرى لَهُ راتب يقوم بِهِ وبمن مَعَه. وَفِي هَا الشَّهْر: كثرت الرِّيَاح الْعَاصِفَة فَقدم الْخَبَر بغرق ثَلَاثَة عشر مركبا فِي بَحر الْملح قد ملئت بِبَضَائِع من نَاحيَة صيدا وبيروت وَأَقْبَلت نَحْو دمياط. وَفِيه ألْقى الْبَحْر دَابَّة بشاطئ دمياط أَخْبرنِي من لَا أتهم أَنَّهَا ذرعت بِحُضُورِهِ فَكَانَ طولهَا خَمْسَة وَخمسين ذِرَاعا وعرضها سَبْعَة أَذْرع. شهر ربيع الآخر أَوله الْخَمِيس: فِيهِ قدم الْخَبَر بتشتت أهل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وانتزاحهم عَنْهَا لشدَّة الْخَوْف وضياع أَحْوَال الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَقلة الاهتمام بِإِقَامَة شَعَائِر الله فِيهِ مُنْذُ كَانَت كائنة الْمَدِينَة فرسم الْأَمِير بكتمر السَّعْدِيّ أحد أُمَرَاء العشرات إِلَى الْمَدِينَة فَأخذ فِي تجهيز حَاله. وَقدم الْخَبَر بتجمع التركمان وإفسادهم فِي المملكة الحلبية فرسم فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عشرينه بتجريد ثَمَانِيَة أُمَرَاء مقدمي أُلُوف وعدة من أُمَرَاء الطبلخاناه والعشرات فَأخذُوا فِي أهبة السّفر ثمَّ بَطل ذَلِك.

<<  <  ج: ص:  >  >>