وَقدم الْخَبَر بِأَن صَاحب أغرناطة ومالقة والمرية ورندة ووادي آش وجبل الْفَتْح من الأندلس وَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد الملقب بالأيسر ابْن السُّلْطَان أبي الْحجَّاج يُوسُف ابْن السُّلْطَان أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن لشيخ السُّلْطَان أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن نصر الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأرجوني الشهير بِابْن الْأَحْمَر خرج من غرناطة - دَار ملكه - يُرِيد النزهة فِي فحص غرناطة - يَعْنِي مرج غرناطة - فِي نَحْو مِائَتي فَارس فِي مستهل ربيع الآخر هَذَا وَكَانَ ابْن عَمه مُحَمَّد بن السُّلْطَان أبي الْحجَّاج يُوسُف مَحْبُوسًا فِي الْحَمْرَاء وَهِي قلعة أغرناطة فَخرج الْجَوَارِي السود إِلَى الحراس الموكلين بِهِ وَقَالُوا لَهُم: تَخْلُو عَن الدَّار حَتَّى تَأتي أم مولَايَ تزوره وتتفقد أَحْوَاله. فظنوا أَن الْأَمر كَذَلِك فَخلوا عَن الدَّار فَخرج فِي الْحَال شابان من أَوْلَاد صنايع أبي الْمَحْبُوس وأطلقوه من قَيده وأظهروه من الْحَبْس وَأَغْلقُوا أَبْوَاب الْحَمْرَاء وَذَلِكَ كُله لَيْلًا وضربوا الطبول والأبواق على عَادَتهم فبادر النَّاس إِلَيْهِم لَيْلًا وسألوا عَن الْخَبَر فَقيل لَهُم من الْحَمْرَاء: قد ملكنا السُّلْطَان أَبَا عبد الله مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان فَأقبل أهل الْمَدِينَة وَأهل الأرباض فَبَايعُوهُ محبَّة فِيهِ وَفِي أَبِيه وَكرها فِي الْأَيْسَر فَمَا طلع النَّهَار حَتَّى استوسق لَهُ الْأَمر وَبلغ الْخَبَر إِلَى الْأَيْسَر فَلم يثبت وَتوجه نَحْو رندة وَقد فر عَنهُ من كَانَ مَعَه من جنده حَتَّى لم يبْق مَعَه مِنْهُم إِلَّا نَحْو الْأَرْبَعين. وَخرجت الْخَيل من غرناطة فِي طلبه فَمَنعه أهل رندة وأبوا أَن يسلموه وَكَتَبُوا إِلَى المنتصب بغرناطة فِي ذَلِك فآل الْأَمر إِلَى أَن ركب سَفِينِهِ وَسَار فِي الْبَحْر وَلَيْسَ مَعَه سوى أَرْبَعَة نفر. وَقدم تونس مترامياً على متملكها أبي فَارس عبد الْعَزِيز الحفصي وَبلغ ألفنش متملك قشتلة مَا تقدم ذكره فَجمع جُنُوده من الفرنج وَسَار يُرِيد أغرناطة فِي جع موفور فبرز إِلَيْهِ الْقَائِم الْمَذْكُور بغرناطة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute