للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي سادس عشرينه: نُودي على النّيل بِزِيَادَة إِصْبَع وَاحِد لتتمة سِتَّة عشر ذِرَاعا وَخَمْسَة عشر إصبعاً فَمَا أصبح يَوْم الْخَمِيس إِلَّا وَقد نقص. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الْأَحَد: وَكَانَ النّيل قد توقف عَن الزِّيَادَة من يَوْم الْخَمِيس وَالنَّاس على ترقب مَكْرُوه وَإِن لم يتدارك الله بِلُطْفِهِ فَإِنَّهُ نقص ثَلَاثَة أَصَابِع وَجمع السُّلْطَان الْقُضَاة والمشايخ عِنْده وقرئت سُورَة الْأَنْعَام أَرْبَعِينَ مرّة فِي لَيْلَة الْأَحَد. هَذَا ودعوا الله أَن يجْرِي النّيل ثمَّ ركب السُّلْطَان من يَوْم الثُّلَاثَاء ثالثه إِلَى الجرف الَّذِي يُقَال لَهُ الرصد ووقف بفرسه سَاعَة وَهُوَ يَدْعُو ثمَّ عَاد إِلَى القلعة. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس خامسه نُودي بِزِيَادَة إِصْبَع بعد رد الثَّلَاثَة الْأَصَابِع اللَّاتِي نقصت فسر النَّاس ذَلِك لِأَن الغلال ارْتَفع سعرها وشره كل أحد فِي طلبَهَا وشحت أنفس خزانها بِبَيْعِهَا. وَفِي عاشره: قدم الْخَبَر بِأَن قَاضِي دمشق - نجم الدّين عمر بن حجي - وجد مدبوحاً فِي بستانه بالنيرب خَارج دمشق وَلم يعرف قَاتله. وَفِي رَابِع عشره: خلع على الْأَمِير قاني باي البهلوان - أحد مقدمي الألوف - وَاسْتقر فِي نِيَابَة ملطية عوضا عَن الْأَمِير أزدمر شاية وَعين مَعَه عدَّة من المماليك وَأَن يتوفر لَهُ إقطاعه بديار مصر عوناً لَهُ على قتال التركمان وَأَن يسْتَقرّ أزدمر شاية أَمِيرا بحلب. وقانباي هَذَا أحد المماليك الناصرية فرج وخدم بعد قتل النَّاصِر عِنْد أُمَرَاء دمشق ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الْأَمِير ططر فَلَمَّا تسلطن بِدِمَشْق أنعم على قاني باي هَذَا بإمرة طبلخاناه بِمصْر وَقدم مَعَه ثمَّ نقل إِلَى إمرة مائَة حَتَّى ولي نِيَابَة ملطية. وَفِي هَذَا الْيَوْم: أَخذ النّيل فِي النُّقْصَان بعد مَا انْتَهَت زِيَادَته إِلَى سَبْعَة عشر ذِرَاعا وَسِتَّة أَصَابِع ويوافق هَذَا الْيَوْم ثامن توت وَهَذَا هبوط فِي غير أَوَانه فَمَا لم يَقع اللطف الإلهي بعباد وَفِي الْعشْر الْأَخير: من هَذَا الشَّهْر تكالب النَّاس على شِرَاء الْقَمْح وَنَحْوه من الغلال وارتفع الأردب إِلَى مِائَتي دِرْهَم وَالشعِير والفول إِلَى مائَة وَخمسين وَتعذر

<<  <  ج: ص:  >  >>