وَفِيه جهز تشريف إِلَى الْأَمِير صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن قرمان وَقد ورد كِتَابه يرغب فِيهِ أَن يدْخل فِي الطَّاعَة السُّلْطَانِيَّة وينتمي إِلَى أَبْوَابهَا وَالْتزم بِإِقَامَة الخطة للسُّلْطَان بِبِلَاد الرّوم وَضرب الصكة باسمه وَيسْتَمر فِي نِيَابَة السلطة بِبِلَاد قرمان فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَكتب لَهُ التَّقْلِيد وجهز مَعَه التشريف. وَفِيه جهز أماج - أحد الدوادارية - إِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن خَلِيل بن دلغار نَائِب أبلستين ليجهز عدد أَغْنَام التركمان على مَا جرت بِهِ العوايد الْقَدِيمَة وَإِلَّا داست العساكر بِلَاده. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اتضع سعر الغلال وَقل طالبها وَكثر كسادها مَعَ كَثْرَة الشراقي فِي أَرَاضِي مصر لقُصُور زِيَادَة النّيل وَسُرْعَة هُبُوطه وَعدم الْعِنَايَة بِعَمَل الجسور فَكَانَ هَذَا من جميل صنع الله تَعَالَى وخفي لطفه إِن الله بِالنَّاسِ لرءوف رَحِيم. وَفِي تَاسِع عشره: رسم بِعرْض المماليك على السُّلْطَان بِآلَة الْحَرْب فَأخذُوا فِي الاستعداد لذَلِك وَطلب الأسلحة بعد كسادها مُدَّة وبوار أَرْبَابهَا وصناعها فنفقت سوقها وربحت تِجَارَتهمْ واشتغل بعملها صناعهم. وَفِيه ركب السُّلْطَان بِثِيَاب جُلُوسه وشق الْقَاهِرَة من بَاب زويلة وَخرج من بَاب النَّصْر عَائِدًا إِلَى القلعة وَنظر فِي مَمَره وقف الشهابي بِخَط بَاب الزهومة ليؤخذ لَهُ وَهُوَ من جملَة الْأَوْقَاف الَّتِي ينْصَرف فِيهَا القَاضِي الشَّافِعِي ويصرفها على مَا يرَاهُ من وُجُوه الْبر إِلَّا أَنه تشعث وَاحْتَاجَ إِلَى الْعِمَارَة فَإِنَّهُ قدم عَهده مَعَ كَثْرَة مساكنه وضاق الْحَال عَن إِصْلَاحه فوجدوا ارتفاعه فِي الشَّهْر عَن الفندق الَّذِي يعرف بخان الْحجر وعلوه وَمَا جاوره من الحوانيت وعلوها فِي الشَّهْر ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم فُلُوسًا عَنْهَا نَحْو أَرْبَعَة عشر دِينَارا أشرفية فقومت أنقاضه كلهَا بألفي دِينَار وَصَارَت للسُّلْطَان بالطريقة الَّتِي صَار يعْمل بهَا وَلم يقبض الْمبلغ الْمَذْكُور للمتولي بل وعد أَنه إِذا عمر هَذَا الْوَقْف للسُّلْطَان جعل مِنْهُ فِي كل شهر ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم لجِهَة الْأَوْقَاف الجكمية فَمشى الْحَال على ذَلِك. وَفِي سَابِع عشرينه: قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا بسلامة الْحجَّاج ورخاء الأسعار بِمَكَّة وَأَنه قرئَ مرسوم السُّلْطَان بِمَكَّة بِمَنْع الباعة من بسط البضائع أَيَّام المواسم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَمن ضرب النَّاس الْخيام بِالْمَسْجِدِ على مصاطبه وأمامها وَمن تَحْويل الْمِنْبَر من مَكَانَهُ إِلَى جَانب الْكَعْبَة لِأَنَّهُ عِنْد جَرّه على عجلاته يزعج الْكَعْبَة إِذا أسْند إِلَيْهَا فَأمر أَن يتْرك مَكَانَهُ مسامتا لمقام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ويخطب الْخَطِيب عَلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute