للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة أهلت وَالْملك الْعَادِل على بلبيس بعساكره يُرِيد الشَّام لمحاربة أَخِيه الْملك الصَّالح فَأَقَامَ على بلبيس فقصد الْأُمَرَاء الْقَبْض عَلَيْهِ وَعمل بَعضهم دَعْوَة وَحضر إِلَيْهِ الْعَادِل فَفطن بِمَا هم عَلَيْهِ فَقَامَ وَدخل الخريشته لقَضَاء الْحَاجة وَخرج من ظهر الحريشته وَركب فرسا وسَاق إِلَى القلعة فَبعث إِلَيْهِ الْأُمَرَاء يطلبونه فأظهر أَنه مَا دخل الْقَاهِرَة إِلَّا لكسرة الخليج وَأَنه سيعود إِلَيْهِم ثمَّ ألجاته الضَّرُورَة حَتَّى خرج إِلَى العباسة فِي رَابِع عشري الْمحرم وَقبض على جمَاعَة من الْأُمَرَاء. وَفِي نصف صفر: توجه النَّاصِر دَاوُد من العباسة إِلَى الكرك وصحبته الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن قلج وَجَمَاعَة من أُمَرَاء مصر فَبلغ الْعَادِل عَن فَخر الدّين يُوسُف بن شيخ الشُّيُوخ أَنه يُكَاتب الصَّالح فَقبض عَلَيْهِ واعتقله هَذَا ومحيي الدّين أَبُو المظفر يُوسُف بن الشَّيْخ جمال الدّين أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن الْجَوْزِيّ أَخذ فِي الْإِصْلَاح بَين الْمُلُوك على أَن تكون دمشق للصالح نجم الدّين أَيُّوب ومصر للعادل وَأَن يرد إِلَى النَّاصِر دَاوُد مَا أَخذ من بِلَاده وَكَانَ محيي الدّين بن الْجَوْزِيّ مُقيما عِنْد الصَّالح وَابْنه شرف الدّين يتَرَدَّد من نابلس إِلَى مصر فِي السفارة حَتَّى تقَارب الْأَمر. ثمَّ قدم محيي الدّين إِلَى مصر وَمَعَهُ جمال الدّين يحيى بن مطروح نَاظر ديوَان الجيوش للْملك الصَّالح فأديا الرسَالَة وَأَقَامَا عِنْد الْملك الْعَادِل وَكَانَ قد أَخذ الصَّالح يُكَاتب عَمه الْملك الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل فِي الْوُصُول إِلَيْهِ بنابلس وَبعث إِلَيْهِ الطّيب سعد الدّين الدِّمَشْقِي وَمَعَهُ حمام ليسرح إِلَيْهِ بالبطائق على جناحها مَا يَتَجَدَّد فاتفق أَمر عَجِيب: وَهُوَ أَنه لما وصل سعد الدّين إِلَى قلعة بعلبك أنزل الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل بدار وَبدل عرض الْحمام الَّذِي فِي قفص سعد الدّين بحمام آخر من حمام القلعة ببعلبك وَأخذ الصَّالح عماد الدّين فِي التَّدْبِير على أَخذ دمشق وانتزاعها من يَد ابْن أَخِيه الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَأرْسل جواسيسه سرا إِلَى ابْن أَخِيه الْملك الْعَادِل بِمَا عزم عَلَيْهِ من أَخذ دمشق وَأَنه منتم إِلَيْهِ وَفِي طَاعَته وَإِذا ملك دمشق خطب لَهُ على منابرها وَضرب السِّكَّة باسمه وَكتب الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل أَيْضا إِلَى الْمُجَاهِد - صَاحب حمص - فِي معاونته وَهُوَ يواصل كتبه مَعَ ذَلِك إِلَى الْملك الصَّالح نجم الدّين يعده بالوصول إِلَى نصرته وَشرع الصَّالح عماد الدّين فِي جمع الرّحال فَفطن بذلك الطَّبِيب سعد الدّين وَكتب البطائق على أَجْنِحَة الْحمام بِهَذَا الْأَمر إِلَى الْملك

<<  <  ج: ص:  >  >>