أَخْضَر وَكَانَت الشراقي كَثِيرَة فَلم يزرع مَا شَرق من الْأَرَاضِي وأكلت الدودة مَوَاضِع مزروعة وَلم يزل الغلاء يترقب فِي هَذِه السّنة مُنْذُ هَبَط النّيل سَرِيعا إِلَّا أَن الله تَعَالَى أرْخى الأسعار لطفاً مِنْهُ بعباده إِن الله بِالنَّاسِ لرءوف رَحِيم الْحَج الْآيَة ٦٥ وقدمت الْأَخْبَار بِأَن أَرَاضِي حوران بِالشَّام لم تزرع لعدم الْمَطَر وَأَن الغلاء قد اشْتَدَّ بالحجاز لعدم الْغَيْث بِهِ. وَفِيه فَشَتْ أمراض حادة فِي النَّاس بِبِلَاد الصَّعِيد وَكثر الموتان لاسيما بِمَدِينَة هُوَ وبوتيج ومنشية أخميم وَمَا حولهَا. شهر شعْبَان أَوله الْأَحَد: أهل وأسعار الغلال أَخْذَة فِي الِارْتفَاع وَلم يكد يُوجد عِنْد قطاف عسل النَّحْل مِنْهُ شَيْء. وَهلك النَّحْل من قلَّة المراعي وَعز وجود الفول لقلَّة مَا تحصل مِنْهُ عِنْد الدراس وَقل الحمص أَيْضا وخس الكنان. وَفِي سادس عشره: تَوَجَّهت تجريدة عدتهَا خَمْسُونَ مَمْلُوكا إِلَى يَنْبع. شهر رَمَضَان أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي ثَانِيه - الْمُوَافق لسابع عشْرين بؤونة -: نُودي على النّيل ثَلَاثَة أَصَابِع بعد مَا أَخذ القاع فَكَانَ ثَلَاثَة أَذْرع وَعشر أَصَابِع. وَفِيه عزل سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن الْمرة من نظر الدِّيوَان الْمُفْرد وَولي عوضه زين الدّين يحيى قريب الْأَمِير فَخر الدّين بن أبي الْفرج. وَفِي عشرينه: أخرج قانصوه - أحد أُمَرَاء الطبلخاناه - لنيابة طرسوس وأضيف إقطاعه إِلَى الدِّيوَان الْمُفْرد. وقانصوه هَذَا أحد مماليك الْأَمِير نوروز الحافظي وَصَارَ إِلَى الْمُؤَيد شيخ بعد قتل نوروز فرقاه حَتَّى صَار أَمِير طبلخاناه وَهُوَ أحد الفرسان الْمَشْهُورين وكبير الطَّائِفَة النوروزية. وَفِي هَذَا الشَّهْر: بلغ الْقَمْح إِلَى مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ درهما الأردب وأناف الأردب من الشّجر والفول على الْمِائَتَيْنِ وَبَلغت البطة الدَّقِيق - وَهِي خَمْسُونَ رطلا - ثَمَانِينَ درهما.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute