ملك الرّوم بيرصا. وَكَانَ موكباً جَلِيلًا أركب فِيهِ الْأُمَرَاء ومماليك السُّلْطَان وأجناد الْحلقَة. وَفِيه ابتدئ بهدم خَان مسرور. وَفِي سابعه: خلع عَليّ القَاضِي كَمَال الدّين مُحَمَّد ابْن القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن بدر الدّين حُسَيْن بِحكم وَفَاته. وَكَانَ القَاضِي كَمَال الدّين مُنْذُ من عزل نظر الْجَيْش بعد كِتَابَة السِّرّ ملازماً لداره على أجمل حَالَة وأمثل طَريقَة من الصيانة والديانة وَالْوَقار والسكينة وَتردد الأكابر والأعيان إِلَى بَابه وَكَثُرت مداراته وَبسط يَده بِالْإِحْسَانِ. وَفِي عاشره: خلع عَليّ عز الدّين عبد السَّلَام بن دَاوُد بن عُثْمَان العجلوني الْقُدسِي أحد خلفاء الحكم الشَّافِعِيَّة وَاسْتقر فِي تدريس الصلاحية بالقدس عوضا عَن شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الدايم الْبرمَاوِيّ. وَعز الدّين هَذَا قدم الْقَاهِرَة بعد كائنة تيمور فبلونا مِنْهُ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة بِالْحَدِيثِ وَغَيره وَصَحب كَاتب السِّرّ فتح الله وناب فِي الحكم فاشتهر ثمَّ نوه بِهِ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ وَصَارَ يزاحم الأكابر فِي المحافل ويناطح الفحول بِقُوَّة بَحثه وشهامته وغزارة علمه وَنعم الرجل هُوَ. وَفِي حادي عشره: أدير محمل الْحَاج على الْعَادة فِي كل سنة. وَفِي تَاسِع عشره: كتب باستقرار السَّيِّد الشريف شهَاب الدّين أَحْمد بن عدنان فِي نظر الْجَيْش بِدِمَشْق عوضا عَن بدر الدّين حُسَيْن وحملت إِلَيْهِ الخلعة والتوقيع على يَد نجاب. وَفِي ثَانِي عشرينه: سَار القَاضِي كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ إِلَى مَحل ولَايَته. وَلَقَد استوحشنا لغيبته فَالله يمن علينا بجميل عودته. وَفِي ثَالِث عشرينه: قدم الْأَمِير جرباش قاشق من طرابلس وَاسْتقر أَمِير مجْلِس. وَفِي هَذَا الشَّهْر: تحرّك سعر الغلال فأبيع الشّعير كل أردب بِمِائَة وَخَمْسَة وَعشْرين بعد تسعين وأبيع الفول بِمِائَة وَسِتِّينَ وأبيع الْقَمْح بِمِائَة وَسِتِّينَ وأبيع الْقَمْح بِمِائَة وَسِتِّينَ بعد مائَة وَأَرْبَعين. هَذَا مَعَ دُخُول الغلات الجديدة إِلَّا أَن الفأر كثر عبثه فِي الغلال وَوَقعت صقعة فِي عَاشر طوبة من أشهر القبط بِبِلَاد الصَّعِيد تلف بهَا أَكثر الفول وَهُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute