للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَار الصَّالح عماد الدّين - وَمَعَهُ الْمُجَاهِد - إِلَى دمشق فِي جمع كَبِير وأخذاها وأظهرا طَاعَة الْملك الْعَادِل صَاحب مصر وَكَانَ ذَلِك فِي سَابِع عشري صفر ثمَّ ملكا قلعه دمشق واعتقلا المغيث بن الصَّالح نجم الدّين فَبلغ ذَلِك الصَّالح وَهُوَ بنابلس فكتم الْخَبَر وَقدم الْأَمِير حسام الدّين مُحَمَّد بن أبي عَليّ الهذاباني أستاداره فِي جمَاعَة وَسَار بعده يُرِيد دمشق فَلَمَّا وصل ابْن أبي عَليّ إِلَى الْكسْوَة علم بِأخذ دمشق من يدهم فَرجع إِلَى الصَّالح - وَقد نزل بيسان - فاعلمه الْخَبَر وَسَار مَعَه حَتَّى وصل الْقصير اللعيني من النُّور فاشتهر عِنْد الْعَسْكَر أَخذ دمشق فورود مكاتبات الصَّالح عماد الدّين إِلَيْهِم باستمالتهم إِلَيْهِ ففسدت نياتهم وطمعوا فِي الْملك الصَّالح نجم الدّين لتلاشي أمره وفارقوه فَبَقيَ الصَّالح نجم الدّين فِي دون الْمِائَة من أمرائه وأجناده وَتَركه من كَانَ مَعَه من أهل بَيته وأقاربه وَتَركه أَيْضا بدر الدّين قَاضِي سنجار - وَكَانَ أخص أَصْحَابه وصاروا كلهم إِلَى دمشق وَقد أيسوا من أَن يقوم بعْدهَا الصَّالح نجم الدّين قَائِمَة وَثَبت مَعَه الْأَمِير حسام الدّين بن أبي عَليّ أستادراه وزين الدّين أَمِير جانداره وشهاب الدّين بن سعد الدّين كوجبا - وَكَانَ أَبوهُ سعد الدّين ابْن عمَّة الْملك الْكَامِل - والأمير شهَاب الدّين البواشقي وَنَحْو الثَّمَانِينَ من مماليكه وَثَبت مَعَه أَيْضا كَاتبه بهاء الدّين زُهَيْر وهرب الطواشي شهَاب الدّين فاخر وَأخذ مَعَه شَيْئا كثيرا من قماش الصَّالح وعدة من مماليكه الصغار وغلمانه وَصَارَ مَعَ من لحق بِدِمَشْق ففت فِي عضد الصَّالح مُفَارقَة الْعَسْكَر لَهُ وأيقن بِزَوَال أمره ورحل فِي اللَّيْل فَلَقِيَهُ طَائِفَة من العربان يُرِيدُونَ أَخذه فحاربهم بِمن مَعَه حَتَّى خلص مِنْهُم إِلَى نابلس فَنزل بظاهرها وَلما وصل الْعَسْكَر المخامر على الصَّالح نجم الدّين إِلَى دمشق قبض الْملك الصَّالح عماد الدّين على أَخَوَيْهِ الْملك الْمعز مجير الدّين يَعْقُوب وَالْملك الأمجد تَقِيّ الدّين عَبَّاس واعتقل الْأُمَرَاء المصريين أَيْضا: وهم عز الدّين أيبك الْكرْدِي وَعز الدّين قضيب البان وسنقر الدينسري وبلبان المجاهدي وَتوجه نور الدّين بن عُثْمَان إِلَى بَغْدَاد وَاتفقَ تغير الْملك الْعَادِل على النَّاصِر دَاوُد فقارقه من بلبيس - وصحبته الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن قلج - وَسَار إِلَى الكرك وَكَاتب الصَّالح نجم الدّين ووعده النُّصْرَة وَكَانَ ذَلِك خدعة مِنْهُ ثمَّ سَار النَّاصِر إِلَى نابلس بعساكره وَقبض على الْملك الصَّالح نجم الدّين وَيُقَال بل بعث إِلَيْهِ من أَخذه بعد مَا صَار وَحده وأركبه على بلغَة فِي إهانة بِغَيْر مهماز وَلَا مقرعة فِي لَيْلَة السبت ثَانِي عشر ربيع الأول وَبعث النَّاصِر بِهِ إِلَى الكرك وَلم يزل مَعَه غير مَمْلُوك وَاحِد يُقَال لَهُ ركن الدّين بيبرس وَبعث مَعَه جَارِيَته شجر الدّرّ أم وَلَده

<<  <  ج: ص:  >  >>