فقد أفرط فِي السخرية بِنَا، فصعفوه وَهُوَ يستغيث وهم يَضْحَكُونَ مِنْهُ، ثمَّ أَمْسكُوا. فَقَالَ لَهُم المنجم: اذْكروا لي هَذَا إِذا قصدتكم وَأَنْتُم مُلُوك، وَأَعْطَاهُ أَبُو شُجَاع عشرَة دَرَاهِم، فَلَمَّا خرج الديلم مَعَ مَا كَانَ بن كالي كَانَ أَوْلَاد أبي شُجَاع من جملَة قواده، إِلَى أَن أستولى مرداويج على مَا بيد مَا كَانَ من طبرستان وجرجان وَانْهَزَمَ مَا كَانَ، قَالَ لَهُ عَليّ وَالْحسن ابْنا أبي الشجاع بويه، وَكَانَ ضعفه عجزة: نَحن فِي جمَاعَة، وَقد صرنا ثقلا عَلَيْك وعيالا، وَأَنت مضيق، والأصلح لَك أَن نُفَارِقك لنخفف عَنْك مئونتنا، فَإِذا صلح أَمرك عدنا إِلَيْك. فَأذن لَهما فَسَار إِلَى مرداويج، واقتدى بهما جمَاعَة من قواد مَا كَانَ وتبعوهم. فَأقبل عَلَيْهِم مرداويج، وخلع على ابْني بويه، وقلد عماد الدولة على بن بويه كرج، فَأحْسن السِّيرَة وافتتح قلاعا ظفر مِنْهَا بذخائر كَثِيرَة فاستمال الرِّجَال حَتَّى شاع ذكره وقصده النَّاس واستوحش مِنْهُ مرداويج واستدعاه فدافعه ثمَّ سَار عماد الدولة من كرج إِلَى أَصْبَهَان وَقَاتل المظفر مُحَمَّد بن ياقوت وهزمه، وَملك أَصْبَهَان يَوْم الْأَحَد الْحَادِي عشر من ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة، فَعظم فِي أعين النَّاس، لِأَنَّهُ كَانَ فِي تِسْعمائَة رجل هزم بهم مَا يُقَارب عشرَة آلَاف. وَبلغ ذَلِك الْخَلِيفَة القاهر باله مُحَمَّد بن المعتضد فاستعظمه، وَخَافَ مرداويج عاقبته، فَأخذ يتحيل فِي أَخذه. وَأخذ ابْن بويه أَيْضا أرجان من أبي بكر بن ياقوت، فِي ذِي الْحجَّة سنة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute