للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي هَذِه الْأَيَّام: رسم بشرَاء الغلال للسُّلْطَان فَإِنَّهَا رخيصة وَرُبمَا توقفت زِيَادَة النّيل فغلت الغلال فَيكون السُّلْطَان أَحَق بفوائدها فَخرجت المراسيم إِلَى أَعمال مصر بشرَاء غلال النَّاس وألزم سماسرة الْغلَّة بساحل مصر وساحل بولاق أَن لَا يبيعوا لأحد شَيْئا من الغلال حَتَّى يتكفي السُّلْطَان فَكثر من أجل هَذَا تطلع النَّاس إِلَى شِرَاء الْغلَّة مَا كَانَ عدَّة أشهر وَهِي كاسدة وسعر الْقَمْح من مائَة وَثَلَاثِينَ درهما الأردب إِلَى مَا دونهَا والفول وَالشعِير من ثَمَانِينَ درهما الأردب إِلَى مَا دونهَا وَسَائِر أسعار المبيعات رخيصة جدا فَالله يحسن الْعَاقِبَة. وَفِي ثَانِي عشرينه: ابتدئ بالنداء على النّيل فَنُوديَ بِزِيَادَة أَرْبَعَة أَصَابِع وَقدم الْخَبَر من مَكَّة المشرفة بِأَن عدَّة زنوك قدمت من الصين إِلَى سواحل الْهِنْد وأرسى مِنْهَا اثْنَان بساحل عدن فَلم تنْفق بهَا بضائعهم من الصيني وَالْحَرِير والمسك وَغير ذَلِك لاختلال حَال الْيمن فَكتب كَبِير هذَيْن الزنكين إِلَى الشريف بَرَكَات بن حسن بن عجلَان أَمِير مَكَّة وَإِلَى سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن الْمرة نَاظر جدة يسْتَأْذن فِي قدومهم إِلَى جدة فَاسْتَأْذَنا السُّلْطَان فِي ذَلِك ورغباه فِي كَثْرَة مَا يتَحَصَّل فِي قدومهم من المَال فَكتب بقدومهم إِلَى جدة وإكرامهم. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الِاثْنَيْنِ: فِيهِ استدعى قُضَاة الْقُضَاة الْأَرْبَع بِجَمِيعِ نوابهم فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر إِلَى القلعة لتعرض نوابهم على السُّلْطَان وَقد ساءت القالة فيهم فَدخل الْقُضَاة الْأَرْبَع إِلَى مجْلِس السُّلْطَان وعوق نوابهم عَن العبور مَعَهم فانفض الْمجْلس على أَن يقْتَصر الشَّافِعِي على خَمْسَة عشر نَائِبا والحنفي على عشرَة نواب والمالكي على سَبْعَة والحنبلي على خَمْسَة وَقد تقدم مثل هَذَا كثير وَلَا يتم. وَفِي سابعه: خلع على الْأَمِير تَاج الدّين الشويكي وأعيد إِلَى ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن دولات خجا. وَفِي ثامن عشرينه: ورد الْخَبَر بِمَوْت جينوس بن جاك صَاحب قبرس. وَفِيه خلع على عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق عوضا عَن نظام الدّين عمر بن مُفْلِح وخلع عَلَيْهِ من بَيت الْوَزير كَاتب السِّرّ كريم الدّين وَلم يعْهَد قُضَاة الْقُضَاة يخلع عَلَيْهِم إِلَّا من عِنْد السُّلْطَان غير أَن الْوَزير أعَاد لكنابة السِّرّ بعض مَا كَانَ من رسومها لوفور حرمته واستبداده وَكَانَ مَعَ ذَلِك الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء قد انحط جانبهم واتضع قدرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>