للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحصى مِنْهَا زِيَادَة على مِائَتي ألف أردب بِمُقْتَضى المحاسبة سوى مَا انتهبه الْعَسْكَر وَخرب مَا هُنَالك من الضّيَاع وَأخذت أخشابها وَقطعت أشجارها وَنهب مَا فِيهَا وَفعل بِأَهْلِهَا مَا لَا يُمكن وَصفه فَلَمَّا وصل السُّلْطَان من آمد إِلَى الرها أقرّ الْأَمِير أينال الأجرود نَائِب غَزَّة بالرها وَقواهُ بِنَحْوِ خَمْسَة آلَاف دِينَار وشعير وبشماط وأرز وزيت وصابون وَسلَاح كثير وَولي عوضه نِيَابَة غَزَّة الْأَمِير جَانِبك الحمزاوي وَقدمه إِلَيْهَا ثمَّ رَحل فَقدم حلب فِي خَامِس عشرينه وَسَار مِنْهَا فِي خَامِس ذِي الْحجَّة وَدخل دمشق فِي تَاسِع عشره. وَكَانَت سفرة مشقة زَائِدَة الضَّرَر عديمة النَّفْع أنْفق السُّلْطَان فِيهَا من المَال الناض خَمْسمِائَة ألف دِينَار وَتلف لَهُ من سلَاح وَالْخَيْل وَالْجمال وَغير ذَلِك. وَأنْفق الْأُمَرَاء والعساكر بِمصْر وَالشَّام وَتلف لَهُم من الْآلَات وَالدَّوَاب والقماش مَا تبلغ قِيمَته مئات قناطير من ذهب وَتلف لأهل آمد وَذهب مَال عَظِيم جدا وَقتل خلق كثير ونفق من دَوَاب الْعَسْكَر زياده على عشرَة آلَاف مَا بَين جمل وَفرس وَلم يبلغ أحد غَرضا من الْأَغْرَاض وَلَا سكنت فتنه. وَإِنِّي لأخشى أَن يكون الْأَمر فِي هَذِه الكائنة كَمَا قيل: لَا تحقرن سبيبا كم جر شرا سبيب وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور. وفيهَا تحيل أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف على أَخذ بَغْدَاد من أَخِيه مُحَمَّد شاه بِأَن بعث أَرْبَعِينَ رجلا قد حَلقُوا لحاهم كَأَنَّهُمْ قلندرية ثمَّ دخلُوا بَغْدَاد شَيْئا بعد شَيْء وَقد واعدهم على وَقت فَلَمَّا وافاهم لَيْلًا إِذا هم قد ركبُوا السُّور وَرفعُوا من أَصْحَاب أَصْبَهَان جمَاعَة ثمَّ قتلوا الموكلين بِالْبَابِ وَدخل بِمن مَعَه ففر شاه مُحَمَّد بحاشيته فِي المَاء وَاسْتولى أَصْبَهَان على بَغْدَاد وسلب من بهَا جَمِيع مَا بِأَيْدِيهِم بِحَيْثُ لم يبْق بهَا من الْأَسْوَاق سوى حانوتين فَقَط وَلحق شاه مُحَمَّد بالموصل. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر نور الدّين عَليّ جلال الدّين مُحَمَّد الطنبدي التَّاجِر فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر صفر عَن سبعين سنة وَترك مَالا جما. وَمَات الشهَاب أَحْمد بن غُلَام الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الكومريشي فِي سادس

<<  <  ج: ص:  >  >>