مِنْهُم قرا مُحَمَّد أحد أُمَرَاء قرا يلك وَمِنْهُم صَاحب ماردين فوسط قرا مُحَمَّد وَمَعَهُ عشرُون رجلا. فاتفق أَن وَاحِدًا مِنْهُم انفلت من وثَاقه فَمر يعدو والعسكر تنظره فَمَا أحد رَمَاه بِسَهْم وَلَا قَامَ فِي طلبه حَتَّى نجا وطلع القلعة. وَفِي أثْنَاء ذَلِك سَار الْأَمِير شار قطلوا نَائِب الشَّام وَمَعَهُ عدَّة من التركمان وَالْعرب وَغَيرهم لقِتَال قرا يلك فَكَانَت بَينهم وقْعَة قتل وجرح فِيهَا من التركمان وَالْعرب وَأَصْحَاب قرا يلك جمَاعَة وَتَأَخر شار قطلوا عَن لِقَائِه فَبعث قرا يلك بقرًا أَحْمد بن عَمه وبكاتب سره بكتبه يترامى على نواب الشَّام فِي الصُّلْح فَمَا زَالُوا بالسلطان حَتَّى أجَاب إِلَى ذَلِك وَبعث إِلَيْهِ شرف الدّين أَبَا بكر الْأَشْقَر نَائِب كَاتب السِّرّ حَتَّى عقد الصُّلْح مَعَه وحلفه على الطَّاعَة وجهز إِلَيْهِ كاملية حَرِير مخمل بِفَرْوٍ سمور وقباء حَرِير بِوَجْهَيْنِ وَعَلِيهِ طراز عرض ذِرَاع وَنصف وَربع وَثَلَاثُونَ قِطْعَة قماش سكندري وَسيف بسقط ذهب وَفرس بقماش ذهب وخلع على قصاده. فَقدم قَاصِدا اسكندر بن قرا يُوسُف صَاحب توريز وعراق الْعَجم بِأَنَّهُ قادم إِلَى الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فَأُجِيب بالشكر وَأَنه قد وَقع وَكَانَ الَّذِي وَقع الصُّلْح عَلَيْهِ أَن قرا يلك لَا يتَعَرَّض إِلَى شَيْء من أَطْرَاف المملكة من الرحبة وَإِلَى دوركي وَأَن يسهل طرق الْحجَّاج والتجار وَنَحْوهم من الْمُسَافِرين وَلَا يتَعَرَّض لحصن كيفا وَلَا لرعيتها وحكامها وَلَا لدولات شاه حَاكم أكل وقلاعه وَأَن يضْرب السِّكَّة وَيُقِيم الْخطْبَة للسُّلْطَان بديار بكر وَأَن يمتثل مَا يرد عَلَيْهِ من مراسيم السُّلْطَان. ثمَّ قدم الْملك شرف الدّين يحيى بن الْأَشْرَف صَاحب كيفا - وَقد اسْتَقر فِي سلطنة الْحصن أَخُوهُ الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين خَلِيل بن الْملك الْأَشْرَف - بتقدمة أَخِيه فَخلع عَلَيْهِ وجهز للصالح خلعة وَسيف. ثمَّ رَحل السُّلْطَان وَمن مَعَه عَن آمد بعد الْإِقَامَة عَلَيْهَا خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة وَقد غلت عِنْدهم الأسعار فَبلغ الأردب الشّعير نَحْو دينارين وَنصف وَأَنه كَانَ يُعْطي فِيهِ اثْنَان وَسَبْعُونَ درهما مؤيدية عَن كل مؤيدي سَبْعَة دَرَاهِم وَنصف من الْفُلُوس نقد الْقَاهِرَة وَيصرف دِينَار بِثَلَاثِينَ مؤيدياً فضَّة وَبلغ الْقَمْح كل أَرْبَعَة أقداح بِدِرْهَمَيْنِ فضَّة وَبلغ الْقدح الْوَاحِد من الْملح خَمْسَة عشر درهما فضَّة وَبلغ الرطل من الزَّيْت وَمن السرج بِثَلَاثِينَ درهما فضَّة وَنهب من ضواحي آمد غلال لَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute