ً وَثَمَانِية عشر إصبعاً. وَأصْبح النَّاس يَوْم الْأَحَد عشرينه - وَهُوَ ثَالِث عشْرين مسرى - وَقد نقص سِتَّة أَصَابِع فازدحم النَّاس على شِرَاء الْقَمْح وَقد بلغ إِلَى مائَة وَأَرْبَعين درهما الأردب فتعدى مائَة وَخمسين. وَفِيه خرج الْأَمِير الْوَزير كريم الدّين أستادار إِلَى لِقَاء السُّلْطَان. وَفِي ثامن عشرينه: برز السُّلْطَان من دمشق يُرِيد الْقَاهِرَة. وَكَانَ من خَبره أَنه سَار من حلب فِي حادي عشْرين رَمَضَان وَنزل البيرة فِي خَامِس عشرينه وَقد ترك الأثقال والقضاة وَنَحْوهم بحلب فَعدى الْفُرَات بالمقاتلة فِي يَوْمَيْنِ وَدخل الرها فِي سلخه وَسَار من الْغَد فَنزل على آمد فِي ثامن شَوَّال وَمَعَهُ من المماليك السُّلْطَانِيَّة والأمراء ومماليكهم ونواب الْبِلَاد الشامية بأتباعهم وَمن انْضَمَّ إِلَيْهِم من التركمان وَمن عرب كلاب مَا يُقَارب عَددهمْ عشرَة آلَاف والمجازف يَقُول مَا لَا يعلم فَأَنَاخَ عَلَيْهَا وَقد خرج قرا يلك مِنْهَا إِلَى أرقنين وَترك بآمد وَلَده فترامى الْفَرِيقَانِ بالنشاب ثمَّ زحف السُّلْطَان بِمن مَعَه فِي يَوْم السبت عاشره من بكرَة النَّهَار إِلَى ضحاه وَعَاد فَلم يَقع زحف بعد ذَلِك وَقتل فِي هَذَا الزَّحْف مُرَاد بك بن قرا يلك بِسَهْم وفتل حَمْزَة الخازندار نَائِب آمد وَجَمَاعَة وجرح من أهل آمد وَمن الْعَسْكَر كثير وَقبض على جمَاعَة من أهل آمد فَقتل بَعضهم وَترك بَعضهم فِي الْحَدِيد وَنزل مَحْمُود بن قرا يلك فِي عَسْكَر على جبل مشرف على الْعَسْكَر وَصَارَ يقتل من خرج من الغلمان وَنَحْوهم لأخذ الْقَمْح وَنَحْوه وَمنع الْميرَة عَن الْعَسْكَر. فَقدم فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشره صَاحب أكل - واسْمه دولات شاه - فَخلع عَلَيْهِ وَأنزل فِي الْعَسْكَر ثمَّ قدم الْملك الْأَشْرَف أَحْمد بن سُلَيْمَان ابْن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله صَاحب حصن كيفا باستدعاء حَتَّى قَارب الْعَسْكَر فَخرج عَلَيْهِ عدَّة من الْعَسْكَر قرا يلك فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا مَعَه قَاصد السُّلْطَان المتوجه إِلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِك على السُّلْطَان وَبعث فِي إِحْضَار قاتليه جمَاعه من العربان والتركمان فأحضروا من جمَاعَة قرا يلك عشْرين رجلا ثمَّ توجهوا ثَانِيَة فأحضروا ثَلَاثِينَ رجلا وسطوا تجاه قلعة بآمد ثمَّ توجهوا ثَالِثا فأحضروا وَاحِدًا وَعشْرين رجلا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute