السُّلْطَان أَنه مَا حلف للناصر بالقدس إِلَّا مكْرها لِأَنَّهُ كَانَ إِذْ ذَاك تَحت حكمه وَفِي طَاعَته فَلَمَّا وصل النَّاصِر إِلَى الكرك طلب من السُّلْطَان مَا الْتزم لَهُ بِهِ من المَال فَحَمله إِلَيْهِ وماطله بتجريد العساكر مَعَه لفتح دمشق مُسْتَندا لما تَأَوَّلَه وَفِي أثْنَاء ذَلِك تحدث الأشرفية بالوثوب على السُّلْطَان فخافهم وَامْتنع من الرّكُوب فِي الموكب مُدَّة واستوزر السُّلْطَان الصاحب معِين الدّين الْحسن بن الشَّيْخ وَسلم إِلَيْهِ أُمُور المملكة كلهَا وَهُوَ ببركة الْحَاج فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة قبل الظّهْر فشرع الصاحب معِين الدّين فِي تَدْبِير المملكة وَالنَّظَر فِي مصَالح الْبِلَاد. وَولدت شجر الدّرّ من الْملك الصَّالح ولدا سَمَّاهُ خَلِيلًا ولقبه بِالْملكِ الْمَنْصُور وعندما نزل الْملك الصَّالح العباسة فِي يَوْم الْحَج سَابِع عشر ذِي الْقعدَة قبض على الرُّكْن الهيجاري العادلي فِي وفيهَا زار الشَّيْخ عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن أبي الْقَاسِم خطابة دمشق فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث ربيع الآخر ولاه الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل وخطب لصَاحب الرّوم. وفيهَا قتل عُثْمَان بن عبد الْحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة أَمِير بني مرين وَأول من عظم أمره مِنْهُم وَغلب على ريف الْمغرب وَوضع على أَهله المغارم فَبَايعهُ أَكثر الْقَبَائِل وامتدت يَده إِلَى أَمْصَار الْمغرب مثل فاس وتازا ومكناسة وَفرض عَلَيْهَا ضَرَائِب تحمل إِلَيْهِ وَقَامَ بعد عُثْمَان أَخُوهُ مُحَمَّد بن عبد الْحق. وفيهَا قدم الشريف شيحة بن قَاسم أَمِير الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فِي ألف فَارس من عَسْكَر مصر فَبعث ابْن رَسُول ملك الْيمن بالشريف رَاجِح وعسكر ففر شيحة من مَكَّة وملكها عَسْكَر الْيمن.