للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على حصن من بِلَاد شاه رخ بن تيمور وَيُقَال شنكان فأقيم بدله أَمِير زاه عَليّ ابْن أخي قرا يُوسُف وَكَانَ شَرّ مُلُوك زَمَانه لفسقه وجوره وعتوه إِبْطَاله شرائع الْإِسْلَام فَإِنَّهُ رَبِّي بِمَدِينَة إربد وَصَحب نصاراها فلقن مِنْهُم عقائد سوء. فَلَمَّا أَقَامَهُ أَبوهُ فِي بَغْدَاد بعد قتل أَحْمد بن أويس أظهر فِيهَا سيرة جميلَة وعفة عَن القاذورات الْمُحرمَة مُدَّة سِنِين. وَكَانَ الْغَالِب على دولته نَصْرَانِيّ يعرف بِعَبْد الْمَسِيح فأظهر بعد ذَلِك تَعْظِيم الْمَسِيح وفضله على من عداهُ وَصرح باعتقاده النَّصْرَانِيَّة: وَأخرج عساكره من بَغْدَاد. وَبَقِي فِي طَائِفَة فَكثر فِي الْأَعْمَال قطاع الطَّرِيق حَتَّى فَسدتْ السابلة وجلت النَّاس عَن بَغْدَاد وَانْقطع ركب الْحَاج مِنْهَا إِلَى أَن غَلبه أَخُوهُ أَصْبَهَان وَأخرجه من بَغْدَاد فَقتل وأراح الله النَّاس مِنْهُ. وَالله يلْحق بِهِ من بَقِي من أخوته فَإِنَّهُم شَرّ عِصَابَة سلطت على النَّاس بِذُنُوبِهِمْ. وَمَات سُلْطَان بنجالة من بِلَاد الْهِنْد جلال الدّين أَبُو المظفر مُحَمَّد بن فندو وَيعرف بكاس. كَانَ كاس كَافِرًا فثار على شهَاب الدّين مَمْلُوك سيف الدّين حَمْزَة ابْن غياث الدّين أعظم شاه بن اسكندر شاه بن شمس الدّين وَملك مِنْهُ بنجالة وأعمالها وأسره. فثار عَلَيْهِ ابْنه وَقد أسلم وَتسَمى مُحَمَّدًا وتكنى بِأبي المظفر وتلقب جلال الدّين وجدد مأثر جليلة مِنْهَا عمَارَة مَا أخربه أَبوهُ من الْمَسَاجِد وَإِقَامَة شَعَائِر الْإِسْلَام. وَبعث بِمَال إِلَى مَكَّة وهدية للسُّلْطَان بِمصْر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ على يَد شُمَيْل ومرغوب وعَلى يدهما كِتَابه بِأَن يُفَوض إِلَيْهِ الْخَلِيفَة سلطة الْهِنْد فَجهز لَهُ التَّقْلِيد عَن الْخَلِيفَة مَعَ تشريف فَبعث عِنْد وُصُول ذَلِك إِلَيْهِ هَدِيَّة ثَانِيَة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فجهزت إِلَيْهِ هَدِيَّة أُخْرَى فوصلت إِلَيْهِ. وَمَات فِي شهر ربيع الآخر من هَذِه السّنة وأقيم بعده ابْنه المظفر أَحْمد شاه وعمره أَربع عشرَة سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>