لأخذها من أهل الْيمن وَعَلَيْهِم الْأَمِير مجد الدّين بن أَحْمد بن التركماني والأمير مبارز الدّين عَليّ بن الْحسن بن برطاس وَذَلِكَ أَن الْخَيْر ورد بِأَن ملك الْيمن بعث جَيْشًا لأخذ مَكَّة فَسَارُوا آخر شهر رَمَضَان ودخلوا مَكَّة فِي أثْنَاء ذِي الْقعدَة ففر من كَانَ بهَا من أهل الْيمن. وفيهَا عَاد القَاضِي بدر الدّين قَاضِي سنجار من بِلَاد الرّوم وَكَانَ قد توجه إِلَيْهَا برسالة الْملك الصَّالح عماد الدّين صَاحب دمشق فَبَلغهُ أَن الْملك الصَّالح نجم الدّين ملك مصر فَخرج من بِلَاد الرّوم وَقد عزم أَلا يدْخل دمشق فَمضى إِلَى مصياف من بِلَاد الإسماعيلية وَأخذ يتحيل فِي الْوُصُول إِلَى مصر فَبلغ ذَلِك الصَّالح إِسْمَاعِيل فَأرْسل إِلَيْهِ ليحضر فَامْتنعَ من الْحُضُور وأستجار بالإسماعيلية فأجاروه وَمنعُوا الصَّالح إِسْمَاعِيل مِنْهُ وأوصلوه إِلَى حماة فَأكْرمه المظفر وأنزله عِنْده وَكَانَ قد نزل عِنْده أَيْضا جمال الدّين بن مطروح فَصَارَت حماة ملْجأ لكل من انْتَمَى للسُّلْطَان الصَّالح نجم الدّين وَمِنْهَا يرد إِلَيْهِ عصر كل مَا يَتَجَدَّد بِالشَّام والشرق. وفيهَا أيس النَّاصِر دَاوُد من إِعْطَاء الْملك الصَّالح نجم الدّين لَهُ دمشق فانحرف عَنهُ وَمَال إِلَى الصَّالح إِسْمَاعِيل والمنصور صَاحب حمص وَاتَّفَقُوا جَمِيعًا على الصَّالح نجم الدّين. وفيهَا أغار الخوارزمية على بِلَاد قلعة جعبر وبالس ونهبوها وَقتلُوا كثيرا من النَّاس ففر من بَقِي إِلَى حلب ومنبج وَاسْتولى بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل على شجار وَأخرج مِنْهَا الْملك الْجواد يُونُس بن مودود بن الْعَادِل بن نجم الدّين أَيُّوب فَسَار الْجواد إِلَى الشَّام حَتَّى صَار فِي يَد النَّاصِر دَاوُد فَقبض عَلَيْهِ بغزة يَوْم الْأَحَد ثامن عشر ذِي الْحجَّة وَبعث بِهِ إِلَى الكرك وانضمت الخوارزمية على صَاحب الْموصل فصاروا نَحْو الاثْنَي عشر ألفا وقصدوا حلب فَخرج إِلَيْهِم من حلب فانكسر وَقتل أَكْثَره وغنم الخوارزمية مَا مَعَهم فَامْتنعَ النَّاس بِمَدِينَة حلب وانتهبت أَعمال حلب وَفعل فِيهَا كل قَبِيح من السَّبي وَالْقَتْل والتخريب وَوَضَعُوا السَّيْف فِي أهل منبج وَقتلُوا فِيهَا مَا لَا يُحْصى عدده من النَّاس وخربوا وارتكبوا الْفَوَاحِش بِالنسَاء فِي الْجَامِع عَلَانيَة وَقتلُوا الْأَطْفَال وعادوا وَقد خرب مَا حول حلب وَكَانَ الخوارزمية يظهرون للنَّاس أَنهم يَفْعَلُونَ مَا يَفْعَلُونَ خدمَة لصَاحب مصر فَإِن أهل حلب وحمص ودمشق كَانُوا حزباً على الصَّالح صَاحب مصر. فَسَار الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم ابْن الْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص عساكره وعساكر حلب ودمشق وَقطع الْفُرَات إِلَى سروج والرها وأوقع بالخوارزمية